نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 137
جديداً بأنّ ابنتَهُ حفصة تعلمُ هي الأُخرى هذه الحقيقة المؤلمة ، إذ يقول لها : " والله لقد علمت بأنّ رسول الله لا يُحبُّكِ " . ثمّ لا يبقي لنا أدنى شكّ في أنّ الزواج منها كان لمصلحة سياسيّة عندمَا قالَ : " ولولا أنَا لطلّقَكِ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " . فهذه الرّواية تعطينا أيضاً فكرة على زواج النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعائشة بنت أبي بكر ، وأنّه صبر وتحمّل كلّ أذاها من أجل أبي بكر أيضاً ، وإلاّ فإنّ حفصة أولى بحبّ الرسول وتقديره ; لأنّه لم يصدر منها ما يُسيء للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشر معشار ما فعلته عائشة بنت أبي بكر . وإذا بحثنا في الواقع العملي بقطع النّظر عن الروايات الموضوعة الّتي نمّقها بنو أُميّة في فضائل عائشة ، لوجدنا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان كثيراً ما يتأذّى منها ، وكثيراً ما يغضب عليهَا ، وها نحن ننقُل رواية واحدة أخرجها البخاري وكثير من المحدّثين من أهل السنّة ، تعرب عن مدى النفور الذي كانت تشعُرُ به أُمّ المؤمنين عائشة من قبلِ زوجها رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . أخرج البخاري في صحيحه في الجزء السابع في باب قول المريض : إنّي وجعٌ ، أَوْ وا رأسَاهُ ، قال : سمعتُ القاسم بن محمّد قال : قالت عائشة : وا رأسَاهُ ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ذاك لو كان وأنا حىٌّ فأستغفر لكِ وأدعو لَكِ " ، فقالت عائشة : وا ثكليَاهُ ، واللّهِ إنّي لأظنّكَ تحِبُّ موتي ، ولو كانَ ذاكَ لظَلِلْتَ آخر يومك مُعرِّساً ببعض أزواجِكَ ( 1 ) . فهل تدلّك هذه الرّواية على حبّ النبىّ لعائشة ؟
1 - صحيح البخاري 7 : 8 من كتاب المرضى والطبّ ، مسند أحمد 6 : 228 .
137
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 137