نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 138
ونخلص بالأخير إلى أنّ بني أُميّة ، وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان يبغضون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومنذ أن آلتُ إليهم الخلافة عملوا على تقليب الحقائق ظهراً على عقب ، ورفعوا أقواماً إلى القمّة من المجد والعظمة ، بينما كانوا في حياة النبىّ أُناساً عاديّين وليس لهم شأن كبير ، ووضعوا آخرين كانوا في قمّة الشرف والعزّ أيام النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وأعتقد أنّ ميزانهم الوحيد في الرفع والوضع هو فقط عداؤهم الشديد وبغضهم اللاّمحدود لمحمّد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين ، فكلّ شخص كان ضدّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وضدّ أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً رَفعوا من شأنه ، واختلقوا له روايات وفضائل ، وقرّبوه وأعطوه المناصب والعطايا ، فأصبح يحظى بتقدير النّاس واحترامهم . وكلّ شخص كان يحبّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويدافع عنه عملوا على انتقاصه ، وخلق المعايب الكاذبة له ، واختلاق الروايات التي تنكر فضله وفضائله . وهكذا أصبح عمر بن الخطّاب الذي كان يعارضه في كلّ أوامره ، حتّى رماه بالهجر في أواخر أيام حياته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; أصبح هذا الرجل هو قمّة الإسلام عند المسلمين زمن الدولة الأمويّة ! أمّا علي بن أبي طالب الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، والذي يحبّ الله ورسوله ويُحبُّه اللّهُ ورسولُهُ ، والذي هو وليّ كلّ مؤمن ; أصبح يلعنُ على منابر المسلمين ثمانين عاماً ! ! وهكذا أصبحتْ عائشة الّتي جرّعت رسول الله الغُصص ، وعصتْ أوامره كما عصتْ أمر ربّها ، وحاربتْ وصىّ رسول الله ، وتسبّبت في أكبر فتنة
138
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 138