responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 136


فخرج ثمّ أجافه ، عرفنا كذب الزعم بأنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يصبر عنها ( 1 ) .
وهذا الاستنتاج ليس استنتاجاً عفوياً ألّفه خيالي ، كلاّ فإنّ له أدلّة في صحاح السنّة ، فقد روى مسلم في صحيحه وغيره من صحاح أهل السُنّة أنّ عمر بن الخطاب قال : لمّا اعتزل نبي الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نساءَهُ ، قال : دخلت المسجد فإذا النّاسُ ينكُتون بالحصَى ويقولون : طلّق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نساءه ، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب .
فقال عمر : فقلتُ : لأعلمنَّ ذلك اليوم ، قال : فدخلت على عائشة فقلتُ : يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تُؤذي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ! فقالت : مالي ومالك يا بن الخطّاب عليكَ بعيبتك ! قال : فدخلتُ على حفصة بنت عمر فقلت لَها : يا حفصة أقد بلغ من شأنكِ أنْ تُؤذي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ! واللّهِ لقد علمت أنّ رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يُحِبّكِ ، ولولا أنَا لطلَّقكِ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فبكتْ أشدّ البكاءِ . . . الحديث ( 2 ) .
إنّ هذه الرواية تدلّنا بوضوح لا يقبلُ الشكّ في أنّ زواج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حفصة بنت عمر لم يكن عن محبّة ، ولكنّه لمصلحة سياسية اقتضتها الظروف .
وممّا يزيدنا يقيناً بصحّة ما ذهبنا إليه في هذا الاستنتاج ، أنّ عمر بن الخطّاب يُقسمُ بالله بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يُحبُّ حفصة ، ويزيدنا عمر يقيناً


1 - صحيح مسلم 3 : 64 ، ومسند أحمد 6 : 221 . 2 - صحيح مسلم 4 : 188 في باب الايلاء واعتزال النّساء وتخييرهنّ ، وقوله تعالى : ( وَإنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ) ، مسند أبي يعلى 1 : 150 ، صحيح ابن حبان 9 : 496 .

136

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست