نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 134
- حكمة ، ولعلّنا نقفُ على شيء منها في الأبحاث المقبلة . أمّا بالنسبة للمرأة الأُولى ، وهي أسماء بنت النعمان فقد ظهرت سذاجتها عندما انطلتْ عليها حيلة عائشة ، فأوّل كلمة قابلت بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما مدّ يده إليها هي : " أعوذُ بالله منك " . ورغم جمالها البارع فلم يبقها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لبلاهتها . يقول ابن سعد في طبقاته في 8 : 145 وغيره عن ابن عبّاس : قال : " تزوّج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أسماء بنت النعمان ، وكانت من أجمل أهل زمانها وأتمّه " . ولعلّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أراد أن يعلّمنا أنّ رجاحة العقل أولى من الجمال ، فكم من امرأة جميلة جرّها غباؤها للفاحشة . أمّا بالنسبة للمرأة الثانية ، وهي مليكة بنت كعب ، والتي عيّرتها عائشة بأنّ زوجها هو قاتل أبيها ، فلم يرد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن تعيش هذه المسكينة ، والتي هي صغيرة السنّ ، ولا رَايَ لها كما شهد بذلك قومُها على هواجس ومخاوف قد تُسبّب مصائب كبرى ، خصوصاً وأنّ عائشة سوف لن تتركها ترتاح مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ولا شكّ أنّ هناك أسباباً أُخرى يعلمها رسول الله وغابت عنّا . والمهم أن نعرف بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكن يجري وراء الجمال والشهوات الجسدية والجنسية كما يتوهّمه بعض الجاهلين ، وبعض المستشرقين الذين يقولون : كان همّ محمّد هو النساء الحسناوات ! ! وقد رأينا كيف طلّق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هاتين المرأتين رغم صغرهما
134
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 134