نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 133
عليها عائشة ، فقالت لها : أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك ، فاستعاذتْ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فطلّقها ، فجاء قومها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالوا : يا رسول الله إنّها صغيرة ، وإنّها لا رأي لها ، وإنّها خُدِعتْ فارتجِعْهَا ، فأبى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكان أبوها قد قُتِلَ في يوم فتح مكّة ، قتله خالد بن الوليد بالخندمة . وهذه الرواية تَدُلّنا بوضوح بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما كان همّه من الزواج الصغر والجمال ، وإلاّ لما طلّق مُليكة بنت كعب ، وهي صغيرة وبارعة في الجمال ، كما تدلّنا هذه الرواية وأمثالها على الأساليب التي اتّبعتها عائشة في خداع المؤمنات البريئات ، وحرمانهن من الزواج برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وقد سبق لها أن طلّقت أسماء بنت النّعمان لمّا غارت من جمالها وقالت لها : إنّ النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول له : أعوذ بالله منك . وهذه مليكة ، تُثير فيها حساسية مقتل أبيها ، وأنّ قاتله هو رسول الله وتقول لها : أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك ! فما كان جواب هذه المسكينة إلاّ أنّها استعاذت من رسول الله ! وما عساها أن تقول غير ذلك ، والناس لا يزالون حديثي عهد بالجاهلية الذين يأخذون بالثأر ويعيّرون من لا يثأر لأبيه ؟ بقي أن نتساءل ويحقّ لنا أن نتساءل : لماذا يطلّق الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هاتين المرأتين البريئتين ، واللّتين ذهبتا ضحية مكر وخداع عائشة لهنّ ؟ وقبل كلّ شيء لا بدّ لنا أن نضع في حسابنا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) معصوم ، ولا يظلم أحداً ، ولا يفعل إلاّ الحقّ ، فلا بدّ أن يكون في تطليقهنّ حكمة يعلمها الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كما أنّ عدم تطليق عائشة رغم أفعالها فيه - أيضاً
133
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 133