نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 132
بل إنّه حذّرَ الأُمّة من فتنتها ( 1 ) . سألتُ بعض شيوخنا مرّة عن سبب حبّ النبي المفرط لعائشة بالذّات دون سواها ؟ فأجابوني بأجوبة عديدة كلّها مزيّفة . قال أحدهم : لأنّها جميلة وصغيرة ، وهي البكر الوحيدة التي دخل بها ، ولم يشاركه فيها أحدٌ سواه . وقال آخر : لأنّها ابنة أبي بكر الصدّيق صاحبه في الغار . وقال ثالث : لأنّها حفظت عن رسول الله نصف الدّين ، فهي العالمة الفقيهة . وقال رابع : لأنّ جبرئيل جاءه بصورتها ، وكان لا يدخل على النبي إلاّ في بيتها . وأنت كما ترى أيّها القارئ بأنّ كلّ هذه الدّعايات لا تَقومُ على دليل ، ولا يقبلها العقل والواقع ، وسوف نأتي على نقضها بالأدلّة ، فإذا كان الرسول يحبّها لأنّها جميلة ، وهي البكر والوحيدة التي دخل بها ، فما الذي يمنعه من الزواج بالأبكار الجميلات اللآتي كنّ بارعات في الحسن والجمال وكنّ مضرب الأمثال في القبائل العربية ، وكنّ رهن إشارته ؟ ! على أنّ المؤرّخين يذكرون غيرة عائشة من زينب بنت جحش ، ومن صفية بنت حيي ، ومن مارية القبطية لأنهنّ كنّ أجمل منها . روى ابن سعد في طبقاته 8 : 148 ، وابن كثير في تاريخه 5 : 320 أنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تزوّج مليكة بنت كعب ، وكانت تعرف بجمال بارع ، فدخلتْ
1 - صحيح البخاري 4 : 46 ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي من كتاب الجهاد والسير .
132
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 132