نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 91
ولما رأى عمر عدم مساومة الإمام علي ( عليه السلام ) في حقه الشرعي ، وأنه لم يحقق ما حلما به في الاقتسام ، قال له عمر - كما رأيت - : " أما والله ، حتى تحزوا رقابنا بالمناشير ، فلا " . فعمر لم يبن رفضه هذا على حديث من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم يقل أبو بكر إني سمعت النبي يقول لا نورث . . . إذ لم ينبس أحد منهما بهذا الحديث في ذلك الحوار ، بل كان هذا الرفض مبنيا على ما كان يشعر به الشيخان من حق لهما فيما ترك النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلى ما كان يلمسانه من الحاجة إلى مصدر مالي يدعمان به الخلافة والدولة . ولو كان الإمام علي رضي بالاقتسام لرضيا به ، كما هو واضح من مجيئهما إليه لمعرفة رأيه فيما ترك النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وبهذا يثبتان له حقه ، وبرفضهما تمسك الإمام بكل التركة يوضحان إحساسهما بالحق فيما ترك النبي ( صلى الله عليه وآله ) . إذا ، فالاعتراف بحق أهل البيت وإحساسهما بالحق في ذلك أيضا يوضح نية الاقتسام من تلك الزيارة . ولما لم يجد الشيخان من الإمام ( عليه السلام ) استجابة لما نوياه من اقتسام تركة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ووجداه ثابت الرأي في أحقية أهل البيت في كل التركة ، لم يجد بدا من الاستمرار في الاستيلاء عليها والاستئثار بها ، إذ حتمت السياسة والحاجة الاقتصادية ذلك من قبل فأخذا فدكا . يقول الإمام في خطابه لعثمان بن حنيف - واليه على البصرة - : " بلى ، كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء ، فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحكم الله " [1] . ولهذا غضبت الزهراء ( عليها السلام ) ، ولم تكلم أبا بكر حتى لحقت بأبيها وهي غاضبة عليه لما فعل . يقول البخاري : " فغضبت فاطمة بنت رسول الله ( ص ) ، فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ، وعاشت بعد رسول الله ( ص ) ستة أشهر . قالت عائشة : فكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله ( ص ) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة ، فأبى أبو بكر