نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 77
العالمين ؟ " [1] . فهذه هي الزهراء ، سواء كانت سيدة نساء العالمين ، أو سيدة نساء المؤمنين ، أو نساء هذه الأمة ، إذ أن ذلك من مسلمات الأمور وبديهياتها . وبالتأكيد لم يكن النبي ( صلى الله عليه وآله ) مبالغا في وصف الزهراء بهذا الوصف وإعطائها هذه السيادة ، ولم يكن وضعه إياها في هذا المكان السامق من قبيل المحاباة لبنته ، لماذا ؟ ذلك لأنه هو النبي الصادق ، وهو الرسول العدل ، بل لأنه لا ينطق عن هوى النفس ولا بغير الوحي ، إنما نطقه وحي يوحى من الله تعالى ، فهو إذا براء من التلفظ تبعا لما تهوى نفسه وتشتهي . بل إن هذه السيادة وتلك الرفعة الفاطمية لم تكن نالتها بسبب خارج عن إيمانها ويقينها وتقواها ، أي ليس لأنها بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فنالت هذه السيادة دون أن يكون لها صفة تؤهلها ذاتا لذلك المقام الرفيع ، فهي إذا إن لم تكن لها تلك الأهلية الإيمانية لا يمكن أن تحظى بهذه الصفة وتنال مقاما لم يتوفر إلا لأربعة نساء [2] في الوجود ، فتتربع عليه على هذا الأساس من الكمال والفائق . ويقول تعالى : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ ) [3] . . فانظر كيف اشترط الله الإيمان السابق حتى يكون علة لإلحاقهم بآبائهم وإعطائهم ما لهم من الثواب دون نقصان . فالإيمان السابق إذا هو تلك الأهلية التي يجب أن تتصف بها الذرية . وهكذا الزهراء ، نالت هذا المقام بذلك الإيمان ، والرسول ( صلى الله عليه وآله ) ما هو إلا كاشف عن هذا المقام الفاطمي . والإيمان - كما هو معلوم - بين زيادة ونقصان ، ولما علم نيل الزهراء لهذا المقام الإيماني علم أن إيمانها ويقينها وتقواها مما بلغ شأوا وجعلها في المقام المحمدي غير ممنون . ومما يؤكد ما ذهبنا إليه ما رواه إمام الحنابلة : " عن عبد الرحمن الأزرق ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : دخل علي رسول الله ( ص ) وأنا نائم على المنامة ، فاستسقى الحسن أو الحسين .
[1] الإصابة لابن حجر : ترجمة الزهراء ( عليها السلام ) . [2] كتاب الإستيعاب : ترجمة خديجة ( عليها السلام ) . [3] الطور : 21 .
77
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 77