responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 78


قال : فقام النبي ( ص ) إلى شاة لنا بكئ ( أي قل وانقطع لبنها ) فحلبها فدرت ، فجاءه الحسن فنحاه النبي ( ص ) ، فقالت فاطمة : يا رسول الله ، كأنه أحبهما إليك . قال : لا ، ولكنه استسقى قبله [ انظر إلى عدالة النبي ] . ثم قال : إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة " [1] .
فالزهراء ( عليها السلام ) باستيفائها الشرط المذكور في الآية - وهو الإيمان - صارت مع أبيها ( صلى الله عليه وآله ) في مقام واحد يوم القيامة . وبعد هذا لا يصح أن يلتبس على أحد أمره في مقام السيادة الفاطمي الإيماني فيمر عليه دون انتباه ، أو دون وقفة في مقام الانبهار والإجلال لشموخه ، منزها إياها عن كل ما يعكر صفو ذلك المقام أو ما يناقضه من ارتكاب الخطأ أو الآثام ، ذلك لأن الذي يكون مع النبي المعصوم في مقام واحد يوم القيامة يلزم أن يكون معصوما ، وإلا لزم مشاركة غير المعصوم للمعصوم في مقامه وثوابه ، وهذا محال . فأقل خطأ يتنزل به المقام عن مقام المعصوم ، لمراعاة العدالة الإلهية .
إذا فمقام الزهراء جامع لكل الصفات الحسان ، لأنه لا يستقيم أن تنال هذا الشموخ وثمة شائبة من الجهل بسنة أبيها أو الجهل بما أنزل عليه من القرآن . أو لا يمكن أن تكون قد ألحقت بهذا المقام السامي المشترط فيه الإيمان المساوق له ويكون قد جرى يوما كذب على لسانها أو جانبت الحق يوما واقتحمت دائرة الباطل ، ذلك لأن هذا المقام الإيماني مبدد لكل شين ولكل فعل يخالف هذا المقام ، وهو مذهب لكل وصمة تعارضه .
إن الجهل يوقع الإنسان في القبح لعدم العلم به ، أو يوقع الإنسان في التقصير في أمر العبادات وأداء التكاليف . وفي الواقع إن المقام الفاطمي هو مقام تزكية وتطهير إلهي لأهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فهذا القرآن يصدح بذلك في قوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) [2] . والرجس هو القبح أو كل ما يكون علة له . وقد تم تطهيرهم عنه بمشيئة وإرادة الله التكوينية . ومن أقل لوازمه مراقبة الله والخشية منه ، فضلا عن علم اليقين الذي يكشف عن قبائح الأخطاء فيورث النفس نفرة منها وتنائيا ، وها هي



[1] مسند أحمد 1 : 101 .
[2] الأحزاب : 33 .

78

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست