نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 47
فهؤلاء الثلاثة من الصحابة البارزين ، قسموا لنا بينهم العدالة ، حتى نتبعهم ونقتدي بهم ، لكي نهتدي إلى سواء السبيل لو كان لهذا من سبيل بعد قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " [1] . ونحن نسأل : ماذا بقي بعد السباب واللعن في قلب معاوية تجاه الإمام علي ( عليه السلام ) ؟ وماذا يفضل في نفسه نحوه بعد إعلان القتال والحرب عليه ؟ فهل بعد هذا كله نستطيع أن نرى حبا لعلي ( عليه السلام ) في قلب ابن أبي سفيان ؟ اللهم إلا أن تنعكس نواميس الدين والعقل فيكون جائزا أن يلعن الإنسان من يحبه ويحاربه بلا هوادة ويقتله ! يقول الحسن البصري : " أربع خصال كن في معاوية ، لو لم يكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة : الأولى : انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف ، حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة ذوو الفضل . الثانية : استخدامه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير . الثالثة : ادعاؤه زيادا ، وقد قال رسول الله ( ص ) : الولد للفراش ، وللعاهر الحجر . الرابعة : قتله حجرا وأصحاب حجر ، فيا ويلا له من حجر ، ويا ويلا له من حجر " [2] . ولقد علمت لماذا قتل معاوية حجرا وأصحاب حجر ، إذا نحن نزيدك الخامسة : بغضه علي بن أبي طالب ، وقد قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " [3] . ثم إن الذين كانوا في صف معاوية يوم قتل عمار بن ياسر ، ما هو السبيل إلى عدالتهم وقد قطع الرسول منذ أمد بعيد ببغيهم وانحرافهم عن الحق ، إذ قال ( صلى الله عليه وآله ) : " ويح عمار ، تقتله
[1] صحيح البخاري : كتاب الفتن - باب قول النبي : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، صحيح مسلم 1 : 44 - كتاب الإيمان . [2] الكامل لابن الأثير 3 : 487 ، شرح النهج لابن أبي الحديد 2 : 262 و 16 : 193 . [3] صحيح مسلم 1 : 61 - كتاب الإيمان .
47
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 47