نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 269
قال ابن عباس : قلت : نعم وأزيدك ، سألت أبي عما يدعي - أي النص على الخلافة - فقال : صدق . فقال عمر : كان من رسول الله في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذرا ، ولقد كان يربع في أمره وقتا ، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعته من ذلك " ( 1 ) . نعم ، وذلك عندما كان النبي صلى الله عليه وآله مريضا والحجرة غاصة بالناس من حوله ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله : " قربوا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده " . فقال عمر : " إن الرجل قد غلب عليه الوجع ، إن الرجل ليهجر ! حسبنا كتاب الله ، عندنا القرآن " . وردد الناس ما قال عمر ! فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله غاضبا : قوموا ! . . ولم يكتب الكتاب الذي كان سيصرح فيه باسم علي عليه السلام ، إذ أن عمر منعه من ذلك بما قاله من قول نسج الناس عليه ، كما عرفت ! على أن النبي صلى الله عليه وآله لم يترك التصريح لفظا باسم علي عليه السلام ، كما مر عليك ، إذ قال صلى الله عليه وآله : " ألا إني مخلف فيكم كتاب الله عز وجل وعترتي " . . ثم أخذ بيد علي وقال : " هذا علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " . فكان من النبي صلى الله عليه وآله والوحي استخلاف علي والتصريح باسمه ، وكان من قريش المنع والاعتراض وكراهة اجتماع النبوة والخلافة في أهل البيت ! غير أن القوم لم يكتفوا بصرف الخلافة عن علي وعترة النبي صلى الله عليه وآله ، بل أخذوا عليا عنوة لبيعة أبي بكر ، فجئ به يساق - كما قال معاوية - كالجمل المخشوش ، وهو يقول : " أنا عبد الله وأخو رسول الله " ! فقيل له : بايع ! قال [ علي ] : أنا أحق بهذا الأمر منكم . لا أبايع ، وأنتم أولي بالبيعة لي . أخذتم هذا الأمر من الأنصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، وتأخذونه منا أهل البيت غصبا . ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم ، لما كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الإمارة ؟ فإذا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار ، نحن أولى
1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 : 97 .
269
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 269