نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 270
برسول الله حيا وميتا ، فانصفونا إن كنتم تؤمنون ، وإلا فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون . فقال له عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع ! فقال له علي : احلب حلبا لك شطره ، وشد له اليوم يردده عليك غدا . ثم قال : والله يا عمر ، لا أقبل قولك ولا أبايعه . فقال أبو بكر : إن لم تبايع ، فلا أكرهك . ثم قال [ عليه السلام ] : الله الله يا معشر المهاجرين ! لا تخرجوا سلطان محمد في العرب من داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعور بيوتكم ، وتدفعون أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به لأنا أهل البيت . ونحن أحق بهذا الأمر منكم ، ما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المتطلع لأمر الرعية ، الدافع عنهم الأمور السيئة ، القاسم لهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا عن الحق بعدا . فقال له بشير بن سعيد الأنصاري : لو كان هذا كلام سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف عليك ! " ( 1 ) . وهكذا ظل الإمام رافضا مهادنة أبي بكر ستة أشهر حتى رأى مصلحة الإسلام في الصبر والجلوس في بيته ، ومهادنة القوم ، كما يوضح ذلك هو بنفسه عليه السلام : يقول الإمام علي عليه السلام : " وأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه وآله ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما وهدما تكون المصيبة له علي أعظم من فوت ولايتكم التي هي متاع أيام قلائل ، يزول منها ما كان كما يزول السراب ، وكما ينقشع السحاب " . وقال عليه السلام : " ولقد تقمصها ( أي لبسها قميصا ، يعني الخلافة ) ابن أبي قحافة ، وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى : ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت عنها ثوبا وطويت
1 - السقيفة لأبي بكر الجواهري ص 60 - 61 .
270
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 270