نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 266
منزلتك مني . قال ابن عباس : فقلت : ما هي يا أمير المؤمنين ؟ فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتك مني ، وأن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه . فقال عمر : بلغني أنك تقول : إنما حرفوها عنا ، حسدا وبغيا وظلما . فقال ابن عباس ، أما قولك حسدا ، فإن آدم حسد ونحن ولده المحسودون . فقال عمر : هيهات هيهات ! أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول . قال ابن عباس : فقلت : مهلا يا أمير المؤمنين ! لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " ( 1 ) . إن قول عمر : " كرهوا يجمعوا لكم النبوة والخلافة . . فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت " يفرض علينا طرح سؤال لا بد منه ، إذ أن في قوله هذا نوعا من الابهام وتمويها للحقيقة . . فسؤالنا : من هم قوم أهل البيت الذين كرهوا أن يجمعوا النبوة والخلافة لهم ؟ ومن هي قريش تلك التي اختارت لأنفسها فأصابت ووفقت ؟ ! إن المطالع لحوادث السقيفة يعلم أن أولئك القوم هم المهاجرون من قريش ، كما يعلم أيضا أن الذين كانوا في مقابلة الأنصار يوم السقيفة من المهاجرين لم يكونوا سوى أبي بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ، فهؤلاء الثلاثة هم الذين كانوا من المهاجرين المتصدين لدفع الأنصار عن مقام الخلافة . وفي حوارهم مع الأنصار لم يقدم أبو بكر عليا معرفا إياه للأنصار على أنه صاحب الحق في خلافة ، بل قدم لهم عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف ليختار الأنصار منهما واحدا . إذا ، فهو بتقديمه هؤلاء الاثنين يصرف الخلافة عن علي وأهل البيت النبوي ، كما هو واضح . ولما رفض عمر ذلك لم يقل لأبي بكر : قدم عليا فهو أحق ، بل قال لأبي بكر : مد
1 - الكامل في التاريخ : 3 : 24 - حوادث سنة 23 ، سيرة عمر ، السقيفة لأبي بكر الجوهري : ص 52 ونقله ابن أبي الحديد شرح النهج 2 : 57 .
266
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 266