نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 256
أن أقوال النبي صلى الله عليه وآله هذه وما لم نذكره من أقول ، يوضح بكل صراحة أن عليا عليه السلام هو ولي المؤمنين من بعد النبي صلى الله عليه وآله ، وهو أولى بهم من أنفسهم . وقد فهم الناس ذلك في زمان النبي صلى الله عليه وآله كما وصح من تهنئة عمر لعلي عليه السلام ، وكما وضح للحارث بن النعمان الفهري فما هي حكاية الحارث بن النعمان هذا ؟ إنه لما بلغه خبر ولاية الإمام علي ، جاء إلى نبي الله عليه وآله السلام غاضبا لاجا في غيه وطغيانه ، فقال : يا محمد ! أمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ( 1 ) ابن عمك تفضله علينا فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ ! فهذا شئ منك أم من الله ؟ ! فقال صلى الله عليه وآله : " فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لمن الله عز وجل " . فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله سبحانه بحجر سقط على هامته ، فخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : ( سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج ) ( 2 ) . وجاء قوم إلى علي عليه السلام ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا . قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يوم غدير خم يقول : " من كنت مولاه فإن هذا مولاه " ( 3 ) . إن الحارث بن النعمان لو كان قد فهم معنى الولي على أنه المحب والناصر والصديق لما ثار ثورته تلك ، ولما رجح العذاب على صداقة ومناصرة ومحبة علي عليه السلام . ولكنه فهم
1 - الضبع : العضد . 2 - تفسير الثعلبي : تفسير سورة المعارج ، أنوار الأبصار للشبلنجي المصري ص 11 والآيات من سورة " المعارج " 1 - 3 . 3 - مسند أحمد 5 : 419 .
256
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 256