responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 233


إلا أن يبتلعهم الطوفان ؟ !
إن هذا الحديث أيضا يتعاضد بشدة مع آية التطهير وحديث الثقلين . وهذه الثلاثة متضافرة يؤيد بعضها بعضا ، وهي متفقة في الهدف ومتسقة في المعنى .
إن آية التطهير قد أوضحت زكاء العترة الطاهرة عن كل ما يشين البشر من قبح ، فأبانت عصمتهم صريحة واضحة ، فجعلهم النبي صلى الله عليه وآله - مع كتاب الله تعالى - ثقلين متلازمين لا يختلفان ولا يفترقان . ولذلك صاروا - حتميا - مثل سفينة نوح ، إذ وجه الشبه هو النجاة والسلامة . . على أن الأولى بها نجاة الناس من الغرق في الماء ، والثانية بها النجاة من الغرق في الضلال ، وشتان ما بين النجاتين !
إن من المسلمات التي أقرها هذا الحديث هي أن أهل البيت هم المعيار الذي يفرق به الحق عن الباطل ، ويميز به الصالح من الطالح من الناس ، ويتضح به الصواب من الخطأ .
وبالتأكيد يلزم أن يكون المعيار في منأى عن كل باطل وخطأ ، لأن مخالطة الباطل له واشتماله على الخطأ يخرجه عن كونه معيارا لتشخيص الحق عن الباطل والصواب عن الخطأ ، فالميزان الذي يستعمله التاجر في متجره للقياس والوزن لا يكون وزنه وقياسه صحيحا لو كان به عطب وخلل ، وسيفقد بذلك معنى كونه " الميزان " . وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " .
فأهل البيت هم ميزان للحق والباطل : فما وافق ما هم عليه فهو حق ، وما خالفه فهو باطل . وأي معنى بخلاف ذلك لا يترك لهم خصوصية دون الناس . ولا وصف يليق بهذه الخصوصية إلا العصمة . . كل ذلك لإحاطتهم بما في القرآن من علوم فرض على الناس العمل بها ، بل لحياتهم القرآنية التي فيها روح النبوة وإخلاص العبودية لله عز وجل .
ولقد أوضح ابن حجر ذلك جيدا ، فقال : " سمى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم القرآن وعترته [ الأهل والنسل والرهط والأدنون ] ثقلين ، لأن الثقل كل نفيس خطير مصون . وهذان كذلك ، إذ كل منهما معدن العلوم اللدنية والأسرار والحكم العلية والأحكام الشرعية . . " ( 1 ) .


1 - كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر : الباب الحادي عشر - ص 149 .

233

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست