responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 231


إلى أي نوع من الافتراق بين الثقلين .
وبهذا نفهم أن القرآن بمعانيه وأحكامه وأوامره ونواهيه وحكمه وأسراره وأغواره وكل علومه من لوازم أنفس العترة ، إذ أنهم حملة القرآن ومخازن أسراره والمؤتمنون عليه .
وبهذا نستطيع بكل سهولة أن ندرك من هم أهل الذكر ( 1 ) ، ومن هم الراسخون في العلم ( 2 ) . . وهذا هو معنى عدم الافتراق بين الثقلين ، وهذه هي المعية بين العترة والكتاب والقرآن بهذا المعنى يمثل صميم حياة وسيرة العترة من حيث الالتزام بالكتاب والعمل به .
وعدم الافتراق المقصود هو - في حده الأدنى - عدم مخالفتهم للقرآن في شئ ما دامت الحياة بل حتى ورود الحوض ، بل هو تجسد كتاب الله تعالى فيهم بكل أبعاده وكل آفاقه . ومن هنا يتضح معنى وجوب التمسك بهم كوجوب التمسك بالقرآن .
إذا ، فهذا الانسجام من حيث المعاني بين الكتاب والعترة هو انسجام لا ينفك واتحاد لا يتجزأ . والتفكيك بينهما محال إلا لفظا وتصورا ، وإلا فالثقلان في واقع الأمر هما ثقل واحد ، لأن العترة وحياتها القرآنية شئ واحد كوحدوية أي فرد في حياته التي يعيشها ، فلا يقال هذا فلان وهذه حياته كل على حدة ، فحياة فلان هي حياة ، إذ هي طراز تفكيره وأخلاقه وسيرته وديدنه وتصرفاته التي يبنيها على ما جبل عليه أو تعلمه منذ صغره .
وعلى هذا ، فلا بد أن يتحقق التشابه الكامل بين القرآن والعترة ، ولا بد أن تتوفر صفاتهما بعضا لبعض ولا بد أن يشتركا في كل خصوصية وصفة .
ولما كان القرآن لا يأتيه الباطل بأي نحو كان وقد تكفل الله بحفظه وصيانته في كل آن كانت العترة كذلك : لا يداخلهم الباطل في حياتهم ، إذ قد حفظوا من قبل الله تعالى .
ولا يتصور ذلك إلا بعصمتهم من الذنوب والآثام والأخطاء والقبائح .
ولو كان فيهم شئ من ذلك - وهم لا يفارقون القرآن - وجب أن يكون في القرآن شئ من تلك القبائح أيضا لعدم افتراقهم إلى يوم القيامة . . ولهذا قال علي سيد العترة عليه السلام :


1 - قال تعالى : " فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ، النحل : 43 . 2 - " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " ، آل عمران : 7 .

231

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست