نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 227
ولو قبل ابن تيمية باتباع القرآن وحده ، فعليه أن يقبل النقص في دينه ، لأن القرآن ثقل واحد ، والنبي صلى الله عليه وآله قد ترك فينا ثقلين ، أولهما القرآن الكريم وأنكر ابن تيمية الثاني . ولو كان لا بد لابن تيمية من ثقل ثان - وبالطبع لا بد له من ذلك - فمن ذا الذي يطمئن إليه ابن تيمية ، في مقام الثقل الثاني ، غير أبناء الرسول وأهل بيته ؟ لقد ذهب ابن تيمية وما يعتقد ، فعلى أتباعه أن يعلموا أن ابن تيمية لم يكن يرى باتباع العترة النبوية ، على الرغم مما قاله فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله ! عن زيد بن أرقم ، قال : " قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : من أراد أن يحيا حياتي ويموت موتي ، ويسكن جنة الخلد وعدني ربي ، فليتول علي بن أبي طالب ، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة " ( 1 ) . وعلي عليه السلام هو رأس العترة وسيدها ، وهو رأس الثقل الثاني بلا ريب ، وتأتي من بعده ذريته من أبنائه العلماء . يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وآله : " يا أيها الناس ، إن الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله وذريته ، فلا تذهبن بكم الأباطيل " ( 2 ) . وأرجو أن لا تكون قد ذهبت بابن تيمية الأباطيل ، فتذهب باتباعه أيضا . إن حقانية اتباع العترة المحمدية لهو من بديهات العقول ، فالرسول صلى الله عليه وآله لما علم أنه مجيب رسول به أخبر الناس بأنه ترك لهم الثقلين . ولا معنى لهذه الوصية ، ولا معنى للثقلين لو لم يكن فيهما القدوة والاقتداء . ولا معنى لتقديم القول في دنو الأجل لو لم يكن النبي صلى الله عليه وآله يريد توضيح مقام المتبع والمقتدى به من بعده . ولكن ابن تيمية لم يفهم ذلك ، وبدلا من الفهم السليم واتباع ما ينبغي له اتباعه . . سار على إرضاء الفطرة الأموية التي رضعها من صدر الدولة الأموية ! ولو ظن ابن تيمية أن قول النبي صلى الله عليه وآله " أذكركم الله في أهل بيتي " ليس فيه إشارة إلى اتباعهم فهو مخطئ ، إذ أن تذكير النبي صلى الله عليه وآله الناس بالله في أهل بيته ليس الغاية منه منع
1 - المستدرك للحاكم 3 : 128 ، وقال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . 2 - الصواعق المحرقة لابن حجر ص 105 ( وقد مر عليك ) .
227
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 227