responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 219


ما ليس بحق له ، وناقل رص البناء إلى غير أساسه ، عامدا في مخالفة النصوص ، أو مخطئا في تأويلاتها .
وقبل أن نبين عصمة الطاهرين وأبناء سيد الأنبياء والمرسلين علينا أن نوضح ، في اقتضاب ، العصمة في ذاتها ما هي ؟ !
ما هي العصمة ؟
إن العصمة - كما ذكرنا سابقا - هي الأساس الذي تدور عليه الحجية ، والقاعدة التي بني عليها وجوب الطاعة على سبيل الجزم والقطع .
والتلازم بين العصمة ووجوب الطاعة القطعي يحتم اتصاف من وجبت طاعته على هذا النحو بهذه العصمة ، التي يتحتم بها إبعاد أي احتمال لصدور الخطأ عن الذي وجبت طاعته قطعا .
فما هي هذه العصمة ؟ وما هو السر في التلازم بينها وبين هذا الوجوب القطعي في الطاعة ؟
لقد تهيب كثير من الناس وصف البشر بالعصمة ، وأدى تهيبهم هذا إلى التردد حتى في عصمة النبي صلى الله عليه وآله ، فنفاها بعضهم عنه ، ونسبها إليه بعضهم ، وقيد بعضهم نسبتها إليه في حال تبليغه الوحي . . وسبب كل ذلك يعود إلى الجهل أو الفهم السيئ لمعنى العصمة !
فالعصمة ليست أمرا اكتسابيا حتى يصبح في متناول كل فرد ، وإنما هي هبة من الله تعالى وهبها لبعض من عباده ، لأداء مسؤولية إيصال الوحي إلى الناس ، والإسهام في إرشادهم إلى سبيل المؤمنين ، وسواء تهيب الناس نسبتها إليهم ، أو لم يتهيبوا ذلك ، فالله أعلم بمن يهب العصمة .
إن العصمة في حقيقة الأمر هي وليدة الإيمان ، الإيمان الذي يبلغ شأوا لا يبقى للشك إليه من سبيل . والإيمان في هذا المقام العالي لا يعني إلا الاقتراب المعنوي من حضرة الله تعالى ، والولوج إلى ساحة النور الإلهي . فالله نور ، والانغماس في هذا النور تتلاشى فيه ظلمات النفوس وتزول الحجب ، ولا يبقى ما يعتم الرؤيا . وفي مقام

219

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست