responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 218


ونسبة لهذه الأولوية في مقام القدوة والاقتداء ، في جميع مناحي الحياة بلا استثناء ، قال النبي صلى الله عليه وآله محذرا : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " .
ويقول ابن حجر : " وفي قوله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : فلا تقدموها فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم . . دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره " ( 1 ) .
على أن قوله صلى الله عليه وآله : " ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " إشارة إلى أعلميتهم الأزلية ، وبالتالي تقدمهم الأزلي على غيرهم . . فلا ينتظر أن يتحقق لهم هذا التقدم لاحقا ثم به يتقدمون على غيرهم فيما بعد .
وبعد هذا كله . . كيف يمكن أن يتقدم أبو بكر وعمر على باب مدينة علم الرسول ؟ ! أو كيف يتأتى لمعاوية أن يفوق الإمام الحسن في علمه ؟ ! أو يبذ ابنه يزيد السكير الإمام الحسين علما ومعرفة ؟ !
فكيف تقدم هؤلاء على العلماء من عترة النبي سيد الأنبياء ، والنبي يناديهم في أخراهم : " واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العين من الرأس ، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين " ( 2 ) ؟ !
فواعجبي من القوم ! فبعد هذا كله تقدموهم وجعلوهم في سوقة الرعية ، لا يؤتم بهم في دين ، ولا يقتدى بهم في عبادة ! ! وإنا لله وإنا إليه راجعون .
إن أهل البيت أولو الأمر بلا مراء ولا جدال . إنه أمر حكم به النقل والعقل ، ويحكم به العقل لو فقد النقل . ولكن لو ترك النقل وفقد العقل حكم لغيرهم الجهل . .
وعندها لات ساعة مندم !
على أن العصمة التي يتمتعون بها ، بل يلزم أن تكون لهم ، تلك العصمة تبين هذا الأمر جليا وتحصر ولاية الأمر فيهم . وكل من نازعهم الأمر عبر التاريخ إنما هو قد أخذ .


1 - الصواعق المحرقة لابن حجر : ص 89 - الباب الحادي عشر - نقلا عن الطبراني . 2 - الشرف المؤبد للنبهاني ص 31 : وانظر : إسعاف الراغبين .

218

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست