responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 220


القربى هذا تمتلئ النفس باليقين ، ليس امتلاء وعاء ، وإنما استحالة إلى اليقين . . . بل عين اليقين . . فينكشف باليقين اليقين ، ولا يرى من خلف اليقين ، حيث لا شئ في عالم اليقين غير اليقين .
فأين النفس وأهواؤها ؟ وأين الشيطان وهمزاته ؟ ! فهذا مقام ليس لهما إليه من نفوذ .
إن شدة العلم اليقيني إنما هي في عالم اليقين كما وكيفا ، فلا يغدو شئ غير معلوم ، ولا تبقى حقيقة غير مشهودة . وعلم في هذه الشدة ليس للجهل فيه من نصيب أبدا .
والأخطاء معاليل الجهل ، وحيث لا جهل فلا خطأ ، وحيث اليقين فكل شئ هناك صواب وحق صرف .
ولهذا لا يمكن تصور هذه العصمة في هذا المقام مسبوقة بارتكاب المعاصي والأخطاء ، أو معقوبة بها ، لأن الإيمان الباعث لهذه العصمة هو إيمان مبكر جادت به العناية الإلهية ، يلحق المعصوم قبل أن يأتي إلى هذا الوجود ، إذ صنع على عين الله منذ الأزل ، وسبقت له من الله الحسنى من قبل ، فلا مجال المسبوقية المعاصي ولا معقوبيتها ، لأن اليقين ملازم لهذه العصمة ، - بل ملازم للمعصوم - ملازمة ذاتية لا تسمح بنفوذ مسببات ارتكاب المعاصي والأخطاء .
وهكذا تشمل هذه العصمة حياة المعصوم كلها لا تتقيد فيها بحال دون حال ، ولا سن دون سن . . فالمعصوم معصوم منذ الأزل حتى الأجل .
ولقد رأينا نبي الله عيسى عليه السلام قد جعل وأوتي الحكم صبيا ، وخاطب الناس وهو في حضن أمه . وهكذا الأنبياء جميعا ، وهكذا أولو الأمر ، إذ أنهم شركاؤهم في وجوب الطاعة الجازم ، شركاؤهم في العلم الذي يرثون به الأنبياء ، فهم العلماء وهم ورثة الأنبياء .
فالرسول صلى الله عليه وآله لما كان يؤدي الرسالة ، ويقوم بهداية الناس على أساس هداية الوحي ، عبر العصمة التي تؤمن أداء الوحي على النحو الذي أنزل به . . علم أن العلم اليقيني الشامل الذي يتمتع به العلماء من خلفاء الرسول وأولي الأمر يسد مسد الوحي في هداية الإمام ، وهو بدوره يهيئ العصمة المطلوبة لمواصلة أداء الدور الرسالي على النحو الذي

220

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست