responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 217


ثم إنه لما حانت لحظة من لحظات الدفاع عن هذا الدين أمام افتراءات نصارى نجران ، لم يستنفر الله تعالى لهذه المهمة العظيمة غير النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأكارم .
فهؤلاء نصارى نجران يحاجون النبي الكريم من بعد ما جاءه من العلم في أمر عيسى عليه السلام ، فيأمره الله تعالى بمباهلتهم ، ولكن بعد أن يدعو أهل بيته إذ أنهم شركاء في الأمر ، فقال له تعالى :
( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) ( 1 ) .
إن هذا الأسلوب في الدفاع عن الدين والذب عنه ليس في مقدور أي فرد من الناس ، ذلك لأنه ليس فيه سلاح سوى سلاح الإيمان واليقين الصادق بما نزل به الوحي ، بل ليس إيمانا مسبوقا بالشرك أو يمكن أن يخالجه شك من بعد . وإن الدفاع عن هذا الدين بالسيف هو دفاع لا شك فيه ، ولكن قد يكون المدافع لا يملك إلا سيفه وشجاعته وحميته ، أو قد لا يملك إلا الرغبة في الغنائم ومكتسبات الحرب . .
أما الوقوف أمام النصارى ، ودعوتهم إلى التوجه إلى الله تعالى بالمباهلة - لتحديد الكاذب من الصادق في أمر الدين - فهو أمر يستوجب يقينا بهذا الدين وربه ، لا يشوبه شئ . ولما كان الله تعالى لا يمكن أن يختار لهذا الأمر شخصا شاب إيمانه شك وريب أو نقص وضعف . . كان إيمان العترة في أوج كماله وتمامه ، فانتدبهم الله تعالى للذب عن الدين بهذا السلاح الإيماني التصديقي . فدعا الحسن والحسين ، لقوله " أبناءنا " ، ودعا فاطمة لقوله " نساءنا " ، ودعا عليا وجاء بنفسه لقوله " أنفسنا " ، إذ قصد من قوله " أنفسنا " محمدا وعليا في آن واحد ، وهو يوضح أنهما من نفس واحدة .
وبهذا يؤكد الوحي تقدم أهل البيت في القيام بمسؤولية هذا الدين ولازم ذلك عدم أهلية غيرهم لهذه المسؤولية في هذه المقام المتقدم بالذات ، أي مقام أولي الأمر . فالعامل في السفينة ليست له مهمة الربان فيها ، وليس هو أهل لقيادتها ، وإن حذق في وظيفته .
وإنما هو أهل لما هو فيه من وظيفة ومسؤولية تدار من مقام الربانية .


1 - آل عمران : 61 .

217

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست