responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 216


مختصا بزمان دون زمان ، أو مكان دون مكان ، وإنما هذه مهمة ومسؤولية كانت على عاتقهم منذ أن أنزل الله تعالى قوله ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( 1 ) فأراد الله بذلك إعدادهم لتلك المسؤولية التي انحصر القيام بها فيهم ، استمرارا لمنهاج النبي صلى الله عليه وآله .
ثم إن هذه المسؤولية نالها أهل البيت في مقابل الالتزام الذي تأسس يوم عرض النبي صلى الله عليه وآله هذا الدين على عشيرته الأقربين ، طالبا منهم العون والمؤازرة في مسؤولية القيام بتبليغه ، على أن تكون لمن يلتزم المؤازرة والمناصرة الخلافة والولاية على الناس من بعد النبي صلى الله عليه وآله . فالتزم الإمام علي عليه السلام بذلك مؤسسا بالتزامه هذا مسؤولية عترة النبي الكريم الذين نشأوا وتربوا عليها أحسن تربية وأفضل تنشئة في كنف النبي صلى الله عليه وآله ، يرفع إليهم كل يوم علما ، إعدادا لهم واختصاصا بهذا المقام ، باعتباره ثوابا وأجرا لما التزم به علي عليه السلام ، مؤسسا بذلك المقام والمسؤولية الطبيعية لذريته من أبناء الرسول صلى الله عليه وآله .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن جمع إليه أربعين نفرا من قريش من بني عبد المطلب : " . . .
يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يوازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي من بعدي ؟
فقام علي عليه السلام : " أنا يا نبي الله ، أكون وزيرك عليه .
فأخذ رسول الله وقال : إن هذا أخي ووصيي ، وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . . . " ( 2 ) .
إذا ، فهذه الأولوية في تولي أمر المسلمين بعد النبي الأكرم أمر ثابت للعترة ، ولا يجوز لأحد أن ينافسهم فيه وينازعهم . والقبول بهذا الالتزام لنيل هذا المقام هو إشارة واضحة إلى الإيمان والتصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وآله . . فنالت ذلك العترة بالإيمان المبكر الذي شع في قلب سيدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب . وهكذا ظل الأمر فيهم إيمانا خالصا لم تخالطه شوائب الشرك أو نزعات الشك التي أصابت البعض قبل إسلامهم وبعده .


1 - الشعراء : 214 . 2 - تاريخ الطبري 2 : 217 ، الكامل في التاريخ 2 : 22 ، السيرة الحلبية 1 : 381 .

216

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست