نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 215
إذا ، فلا يختص أهل البيت بذلك ، ولكن إضافة إلى هذا المعنى الشامل لكل المؤمنين يتوفر معنى آخر يتميز به ود النبي صلى الله عليه وآله عما سواه من ود بين المسلمين ، وهو الاقتداء والاتباع بلا ريب ، كما كان حب الله هو اتباع النبي صلى الله عليه وآله ، إذ ليس لحب الله معنى إذا قرن بمخالفة النبي صلى الله عليه وآله ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ( 1 ) . . فحب الله يستلزم اتباع النبي صلى الله عليه وآله الذي هو سبب حب الله للتابعين ، وهو رحمته . إن الهدف الأساسي والدائم للقرآن هو تهيئة وسائل وسبل الهداية والنجاة للناس بحكم أنه رحمة جاءت للناس عبر النبي صلى الله عليه وآله الذي ما أرسل إلا رحمة بهذا القرآن . ولا يمكن أن يحدد الله الأجر للناس مقابل هذا الدين وتلك الرحمة ، ويكون هذا الأجر متضمنا للشقاء ! فهذا الأجر الذي هو مودة العترة أحد قنوات هذه الرحمة الإلهية . كما لا يمكن أن تتحقق هذه الرحمة مع المخالفة . . إذا ، لكي تنتقل الرحمة أيضا عبر هذا الأجر - أي مودة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله - لا بد أن تعني تلك المودة الاتباع والاقتداء . وبهذا يتحقق الهدف الأساسي للدين ، وهو هداية الناس وإرشادهم لما هو خير لهم وأبقى ، لأن المخالفة عمدا أو تساهلا تبعد المخالف عن قنوات الرحمة تلك . ولهذا ، لا يستقيم ودهم وحبهم مع مخالفتهم في أمر أو نهج ، لأن في هذا إيذاءهم وإيلامهم بلا شك . ولا يلتئم وودادهم ووداد من صدر منه إيذاؤهم وإيلامهم ووداد من كانت منه شكواهم . ولهذا كانت مودة أهل البيت أعظم أجر يتلقاه النبي صلى الله عليه وآله من أمته . . لماذا ؟ لأن النبي الأكرم - الذي هو عزيز عليه ما عنت المؤمنون ، حريص عليهم في هدايتهم ، رؤوف بالمؤمنين رحيم - لا يسره شئ مثل أن يرى أمته في نجاة وسلامة وفي أمن من عذاب يوم عظيم . ولذا كان اتباع الناس لأهل بيته في دينهم أجرا يتحقق به رضاه وسروره لما سيجده الناس من نجاة وسلامة . فالنبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام هم حملة هذا الدين ، وهم العارفون به ، والرافعون عنه ضلالات المضلين وأخطاء الجاهلين ، وأحقاد الحاقدين ، ونفاق المنافقين . وليس هذا
1 - آل عمران : 31 .
215
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 215