نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 168
بقبولها ، إذ أنها محفوفة بما يمنع ذلك . لقد علمت عائشة أن عليا عليه السلام هو الخليفة من النبي صلى الله عليه وآله . تقول أم سلمة مذكرة عائشة لعلها أن تثوب عن حرب أمير المؤمنين : . . . واذكري أيضا يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله في سفر له ، وكان على يتعاهد نعل رسول الله فيخصفها ، وثيابه فيغسلها ، فنقب نعله فأخذها يومئذ يخصفها وقعد في ظل سمرة ، وجاء أبوك ومعه عمر ، وقمنا أي الحجاب ، ودخلا يحدثانه فيما أرادا إلى أن قالا : يا رسول الله ، إنا لا ندري أمد ما تصحبنا ، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ، ليكون لنا بعدك مفزعا . فقال لهما : أما إني قد أرى مكانه ، ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرق بنو إسرائيل عن هارون . فسكتا ثم خرجا ، فلما خرجا جئنا إلى رسول الله ، فقلت له أنت ، وكنت أجرا عليه منا : يا رسول الله ، من كنت مستخلفا عليهم ؟ فقال : خاصف النعل . فنزلنا فرأيناه عليا . . فقلت : يا رسول الله ، ما أري إلا عليا ! فقال [ صلى الله عليه وآله ] هو ذاك . قالت عائشة : نعم ، أذكر ذلك . فقالت أم سلمة : فأي خروج تخرجين بعد هذا يا عائشة ؟ ! " ( 1 ) . إذا فقد كانت عائشة تعرف خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله من بعده ، ولكنها تبغضه ، ولا يسعها أن ترى أباها بعيدا عن هذا المقام ! ومسألة عائشة في أمر الخلافة لم تكن هي مجرد اختيار الأصلح ، بل كانت تسعى لأن يبقى هذا الأمر بين قومها ، ولذلك لم تكن عائشة راضية عندما تولى عثمان الخلافة . فقد روي أنها لما بلغها قتله قالت : " أبعده الله ! قتله ذنبه ، وأقاده الله بعمله ! يا معشر قريش ، لا يسوءنكم قتل عثمان كما ساء أحيمر ثمود قومه . أحق الناس بهذا الأمر لذو الأصبع " -
1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 : 77 .
168
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 168