نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 155
لأبي بكر بالبيعة له ، بل يسارعوا إلى هناك إلا لتنصيب سيدهم ورئيسهم سعد بن عبادة خليفة لرسول الله ، فالأنصار لم تكونوا يرون لأبي بكر حقا في أمر الخلافة ، فكيف أجمعوا على بيعته ؟ ! روي : " أن عمر الخطاب لما سمع بخبر اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة أتى منزل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وأبو بكر فيه ، فأرسل إليه أن اخرج إلي . فأرسل إليه : إني مشتغل ، فقال عمر : قد حدث أمر لا بد لك من حضوره ، فخرج إليه فأعمله الخبر . . . قال عمر : فأتيناهم وكنت قد زورت كلاما أقوله لهم " ( 1 ) . فلو كانت خلافة الصديق قامت على الاجماع فهذا يفيد أن حقه في الخلافة أمر قد سملت به الجموع من قبل وسكنت له فيما مضى النفوس ، ولهذا لم يكن عمر مضطرا لأن يزور كلاما ليقوله للأنصار في أمر الخلافة ، وإلا فلماذا قول الزور إذا ؟ ! إن ما اضطر عمر لتزوير الكلام هو ما علمه من مخالفة الأنصار لهم في أمر الخلافة ، وهو واضح . فقد روي : أن الحباب بن المنذر - وهو من كبار الأنصار - كان لهم عندما اجتمعوا في السقيفة : " يا معشر الأنصار ، املكوا عليكم أمركم ، فإن الناس في ظلكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ولا يصدروا إلا عن رأيكم ، وأنتم أهل العز وأولو العدد والمنعة وذوو البأس ، وإنما ينظر الناس ما تصنعون . ولا تختلفوا فيفسد عليكم أمركم ، فإن أبي هؤلاء إلا ما سمعتم فمنا أمير ومنكم أمير " ( 2 ) . ولما جاء أبو بكر وعمر إلى السقيفة ، احتجا على الأنصار بأدلة تجعل الاجماع على أبي بكر ليس أولى من الاجماع على علي عليه السلام ، بل تجعل الاجماع على زوج البتول عليه السلام على قمة الأولوية . لماذا ؟ لأن أبا بكر وعمر احتجا على الأنصار بقرابتهم من رسول الله ، إذ أنهما عشيرته .
1 - الكامل في التاريخ لابن الأثير 2 : 328 - حوادث سنة إحدى عشرة . 2 - الكامل في التاريخ 2 : 329 - حوادث سنة إحدى عشرة .
155
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 155