نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 154
الصديق ، ولعمر الله لهو بنيان أسس غير أساسه ، واعتقاد لا مستند له إلا القياس والظن . إن القول بالإجماع في خلافة أبي بكر الصديق لا يرضى به المحققون والواقفون على حوادث السقيفة ، ولا يعيرون هذا القول اهتماما . إن القول بالإجماع هنا قول لا يثير إلا التعجب والحيرة ممن يقول بذلك ، لا سيما عندما نعلم أن القائلين بالإجماع هذا هم من أصحاب الأسماء العلمية كالمناوي وابن تيمية المعروف بشيخ الإسلام وغيرهما ، فمنهم يتعجب الإنسان بحق ، ويقف أمدا يتفكر في كلامهم وقولهم في الاجماع ، ويسعى بكل جهد ليجد مبررا لإصرار هؤلاء على القول بالإجماع في خلافة الصديق ، ويبذل ما لديه من أعذار لكي تحتفظ تلك الأسماء بمقامها في المحافل العلمية ، ولكن دون أن يجد لذلك سبيلا فيعلم أنه هو التسرع منهم في إبداء الرأي دون النظر في مصادر الخبر ، ودون التحقيق فيما يقولون . وربما فاحت من هذا الرأي الرائحة الأموية التي أزكمت الأنوف ردحا من الزمان ، فاستحال عليها أن تتنسم العطر النبوي في علي عليه السلام وأهل بيته الكرام . يقول المناوي : " . . فإن الصحابة أجمعوا على خلافته " ( 1 ) ، أي خلافة الصديق . ويقول ابن تيمية : " كل من له خبرة بأحوال القوم يعلم علما ضروريا أنه لم يكن مخاصمة في أمامة الثلاثة " ( 2 ) . ولكن ، كيف هذا ؟ ! فالخصام والنزاع الذي نشب في يوم السقيفة لم يكن له سبب سوى الخلافة والإمامة ، وهو خلاف خصام من الظهور بمكان لا يخفى على طلاب علم التاريخ ، فكيف بشيوخه ؟ ! ونحن عندما نرى كتب الأخبار والسير تعج بالإشارات إلى الاختلاف والخصام في مسألة الخلافة ، نشعر بالخجل من قوله هؤلاء العلماء ! إن الأنصار عندما سبقوا المهاجرين إلى السقيفة ، لم يكن عزمهم أداء الواجب
1 - فيض القدير ، شرح الجامع الصغير 5 : 521 . 2 - منهاج السنة 3 : 217 - 218 .
154
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 154