نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 150
فأكب عليه فجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله " ( 1 ) . وإذا عرفنا هذا كله - وهو قليل من كثير - أيقنا أن خبرها في أن صلاة أبيها كانت بأمر النبي صلى الله عليه وآله ، وأنه صلى الله عليه وآله خرج فصلى خلفه - كما في بعض الأخبار عنها - هو من هذا القبيل . ومما يؤكد ذلك اختلاف النقل عنها في القضية ، وهي واحدة . هل صلى أبو بكر بالناس ؟ ! إن صلاة أبي بكر المعنية هذه هي المسائل التي تحيط بها الشكوك من جميع النواحي . وما روي في هذا الأمر يشير ، بما لا يخفى على صاحب بصيرة ، إلى أن أبا بكر لم يصل تلك الصلاة ، وذلك لأنه لم يكن موجودا بالمدينة ، ولم يأت إلا بعد أن بلغه خبر وفاة النبي صلى الله عليه وآله . يقول ابن الأثير : " ولما توفي [ صلى الله عليه وآله ] كان أبو بكر بمنزله بالسنح وعمر حاضر ، فلما توفي [ صلى الله عليه وآله ] قام عمر فقال : إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم توفي ! وإنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران . ليرجعن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ، زعموا أنه مات . وأقبل أبو بكر ، وعمر يكلم الناس ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، وهو مسجى في ناحية البيت ، فكشف عن وجهه . . . " ( 2 ) . كما روى الطبري : " توفي رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] ، وأبو بكر بالسنح وعمر حاضر " ( 3 ) . وروى أيضا : " وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر [ خبر وفاة النبي صلى الله عليه وآله ] وعمر يكلم الناس ، فلم يلتفت إلى شئ حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فأقبل حتى كشف وجهه " ( 4 ) . وهكذا يتضح أن أبا بكر يكن بالمدينة عندما توفي النبي صلى الله عليه وآله ، ولم يأت إلا بعد أن
1 - مسند أحمد 6 : 300 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 138 ، ابن عساكر 3 : 16 ، الخصائص 30 ، وغيره . 2 - الكامل في التاريخ 2 : 323 - حوادث سنة إحدى عشرة ، تاريخ الطبري : حوادث سنة إحدى عشرة ، ج 2 . 3 - تاريخ الطبري : حوادث سنة إحدى عشرة ، ج 2 . 4 - نفس المصدر السابق .
150
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 150