نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 151
بلغه خبر الوفاة . وقد ذكر أن أبا بكر صلى الناس صلاة الصبح من يوم الاثنين ، وتوفي النبي صلى الله عليه وآله عند ارتفاع الضحى . ولم يكن أبو بكر بالمدينة حيث كان في بيته بالسنح التي تبعد ستة عشر فرسخا عن المدينة . ولكن السؤال الأهم هو : متى ذهب أبو بكر إلى السنح ؟ يقول الطبري : " لما قبض النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كان أبو بكر غائبا ، فجاء بعد ثلاث " ( 1 ) . إذا ، فغياب أبي بكر عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله من المسلمات التي لا تقبل الانكار ، على أن أبا بكر غاب " ثلاثا " . وهذه الثلاث لا يمكن أن يكون تمييزها " أشهر " أو " أيام " ، لأن التمييز هنا يجب أن يكون مؤنثا ، إذ العدد " ثلاث " وليس " ثلاثة " . . ولذا فإما أن يكون التمييز ثلاث سنوات أو ثلاث ليال . وبالطبع لم يكن أبو بكر قد غاب ثلاث سنوات ، إذا فقد غاب ثلاث ليال ، على أن حساب الوقت بالساعات لم يكن معروفا في ذلك الوقت . وعلى هذا فقد غاب أبو بكر ثلاث ليال ولم يأت إلا بعد بلوغه خبر وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، أي لم ير أبو بكر النبي صلى الله عليه وآله منذ ثلاث ليال إلا بعد وفاته عليه وآله أفضل الصلاة والسلام . . فكيف يكون صلى بالناس صلاة الصبح ؟ ! ولو كان أبو بكر قد صلى بالناس حقيقة ، فتكون صلاته هذه قبل ثلاث ليال من وفاة النبي صلى الله عليه وآله . والسؤال الطبيعي هو : من الذي كان يصلي بالناس في مدة غياب أبي بكر ؟ فإن كان النبي صلى الله عليه وآله هو الذي صلى بالناس ، فيكون النبي صلى الله عليه وآله بصلاته هذه قد عزل أبا بكر ، لو كان قد خلفه على الناس بالصلاة . ولو كان يصلي في هذه المدة أحد آخر غير النبي صلى الله عليه وآله فإنه يكون هو الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله ، لو كانت الخلافة بالصلاة . . هذا إن كان أبو بكر بالسنح منذ ثلاث ليال . وأما إن لم يكن بالسنح فهو أيضا لم يكن بالمدينة ولم يصل بالناس ، ذلك لأنه كان لأبي بكر غيبة أخرى عن المدينة . إذ أنه كان قد أمر مع عمر وكبار الصحابة بالانضواء
1 - تاريخ الطبري : حوادث سنة إحدى عشرة ، ج 2 .
151
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 151