نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 122
إملاء الكتاب في حال المرض . وأنت تعلم أن في كتابة ذلك الكتاب راحة قلب النبي وبرد فؤاده وقرة عينه وأمنه على أمته [ صلى الله عليه وآله ] من الضلال . على أن الأمر المطاع والإرادة المقدسة مع وجوده الشريف إنما هما له . وقد أراد ( بأبي وأمي ) إحضار الدواة والبياض وأمر به فليس لأحد أن يرد أمره أو يخالف إرادته ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) . على أن مخالفتهم لأمره في تلك المهمة العظيمة ، ولغوهم ولغطهم واختلافهم عنده كان أثقل عليه وأشق من إملاء ذلك الكتاب الذي يحفظ أمته من الضلال . ومن يشفق عليه من التعب بإملاء كتاب كيف يعارضه ويفاجئه بقول هجر ؟ ! وقالوا : إن عمر رأى ترك إحضار الدواة والورق أولى مع أمر النبي [ صلى الله عليه وآله ] بإحضارهما . . وهل كان عمر يرى أن رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] يأمر بالشئ الذي يكون تركه أولى ؟ ! وأغرب من هذا قولهم : وربما خشي [ عمر ] أن يكتب النبي [ صلى الله عليه وآله ] أمورا يعجز عنها الناس ، فيستحقون العقوبة بتركها ! وكيف يخشى من ذلك مع قول النبي [ الكريم ] : " لا تضلوا بعده " ؟ ! أتراهم يرون عمر أعرف منه [ صلى الله عليه وآله ] بالعواقب ، وأحوط منه وأشفق على أمته ؟ ! كلا ، [ أم كان عمر يرى أن النبي صلى الله عليه وآله يكلف الناس فوق طاقتهم ووسعهم ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ] . وقالوا : لعل عمر خاف من المنافقين أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب لكونه في حال المرض ، فيصير سببا للفتنة . . وأنت تعلم أن هذا محال مع وجود قوله ( ص ) " لا تضلوا " ، لأنه نص بأن ذلك الكتاب سبب للأمن عليهم من الضلال ، فكيف يمكن أن يكون سببا للفتنة بقدح المنافقين ؟ !
122
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 122