نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 118
والاعتراض عن الفاروق الذي واجه النبي صلى الله عليه وآله واتهمه بالهجر والهذيان والخطرفة التي تعتري المريض وفاقد الوعي ! ! وقد ذكر عمر أن النساء اللائي كن حاضرات في ذلك الوقت قلن من خلف الستار : " ألا تسمعون ما يقول رسول الله ( ص ) ؟ ! قال عمر : إنكن صويحبات يوسف ، إذا مرض عصرتن أعينكن ، وإذا صح ركبتن عنقه ! قال [ عمر ] : فقال رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] دعوهن فإنهن خير منكم " [1] . إن شدة الاعتراض العمري وسوء التصرف تجاه أمر النبي صلى الله عليه وآله الذي بدر منه ، ورده الواضح لسنة النبي صلى الله عليه وآله جعل القوم في ذهول عن مقام النبوة ، ودفعهم صعوبة الموقف إلى زهق الأرواح في سبيل الحصول على اعتذار عما صدر من ابن الخطاب ! فماذا قال المعتذرون في تبرير شدة عمر على النبي صلى الله عليه وآله في هذا الأمر ؟ لبيان ما أورده المعتذرون عن عمر ومن تابعه في تلك المعارضة . . ننقل ما دار بين الشيخ سليم البشري - شيخ الأزهر الشريف في زمانه - والسيد شرف الدين الموسوي في مسألة رزية يوم الخميس هذه ، إذ يمثل هذا الحوار القمة في البحث العلمي القائم على الإنصاف والعدل وبيان الحقيقة ، بعيدا عن الأغراض وتتبع العورات والمساءات . ولا غرو ، إذ كان الرجلان من جهابذة علماء المسلمين ، وقد كان الحوار بحق مثالا يقتدى في بحث الأمور الخلافية بين من اختلفت مشاربهم من الفرق الإسلامية ، وهم ينتمون إلى هذا الدين الحق ، لم ينقطع بينهم الأصل الرابط حتى يتعسر عليهم الاتفاق . يقول الشيخ سليم : " لعل النبي عليه السلام حين أمرهم بإحضار الدواة والبياض لم يكن قاصدا لكتابة شئ من الأشياء ، وإنما أراد بكلامه مجرد اختبارهم لا غير . فهدى الله عمر الفاروق لذلك دون غيره من الصحابة ، فمنعهم من إحضارها . فيجب - على هذا - عد تلك الممانعة في جملة موافقاته لربه تعالى ، وتكون من كراماته رضي الله عنه " . هكذا أجاب بعض الأعلام . . . لكن الإنصاف أن قوله صلى الله عليه وآله : " لن تضلوا بعده " لا يخفي أن الإخبار بمثل هذا الخبر لمجرد الإخبار إنما هو من نوع الكذب الواضح الذي .