نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 117
والاختلاف ، غضب ( ص ) فقال : قوموا " [1] . إذا ، فعمر لم يقل في رده على النبي صلى الله عليه وآله : إن النبي قد غلب عليه الوجع ، وإنما قال كلمة تحمل هذا المعنى مع احتوائها على معان أخر . . فما هي تلك الكلمة التي أحجم يراع الرواة عن إثباتها على صفحات القرطاس ؟ ! يروي البخاري في صحيحه ، عن ابن عباس أنه قال : " يوم الخميس ، وما يوم الخميس ؟ ! ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله ( ص ) وجعه يوم الخميس ، فقال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا : هجر رسول الله ( ص ) ! قال ( ص ) : دعوني ! فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ! وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، ( قال ) : ونسيت الثالثة " [2] ! فالشئ الواضح في تلك الأحاديث أن المبادر بالرد على رسول الله صلى الله عليه وآله اطرادا هو عمر بن الخطاب ، والناس تبع له فيما يقول . . وهذا واضح في عبارة " ومنهم من يقول ما قال عمر " ، وعبارة " ومن قائل ما قال عمر " فعمر إذا ، هو المبادر إلى الرد على رسول الله الكريم ، والناس إنما نسجوا على منواله . ثم كانت الكلمة التي استعاض عنها الرواة بذكر معناها ، وهي هجر رسول الله ، حيث أوردها البخاري في الحديث الأخير ، ولكنه عبر عنها بما قاله الناس ، مع علمنا بأن الناس كانوا يقولون ويرددون ما كان يقوله عمر . إذا ، فالذي قال في البدء ونسج الناس على منواله هو عمر بن الخطاب لا غير . إن صحة هذه الحادثة وهذه الرزية مما لا شك فيه ولا يشوبها الريب . ثم إن فظاعة الواقعة جعلت القوم يبذلون المهج عبثا في الحصول على تفسير لائق يدفع تهمة الرد .
[1] كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجواهري . [2] صحيح البخاري : كتاب الجهاد والسير - باب جوائز الوفد ، وصحيح مسلم : كتاب الوصية .
117
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين جلد : 1 صفحه : 117