responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 108


إذا ، فليعلم الدحلاني ومن ذهب مذهبه أن عدم المبادرة إلى امتثال أمر النبي صلى الله عليه وآله ليس أنه لا يتضمن ثوابا فحسب ، بل موجب للهلاك والعذاب ، كما قال النبي صلى الله عليه وآله .
ولو كان عمر بن الخطاب - دعك من أن يكون مستيقنا من الأجر على اجتهاده ضد أوامر النبي صلى الله عليه وآله - لو كان يظن ظنا أنه مأجور على عدم المبادرة إلى امتثال أوامر النبي صلى الله عليه وآله . . لما توسل إلى الله طلبا لرضاه ومغفرته بعتق الرقاب والصوم دهرا ، إذ أن هذا العمل يوضح ندم عمر على ما صنع مع رسول الله ، وهذا يبين إحساسه بالإثم ، لا الثواب يا سيدي الدحلاني !
غير أن إثبات عدم المبادرة إلى امتثال أوامر النبي صلى الله عليه وآله من ناحية عمر هو موضع حديثنا وهو ما نسعى إلى توضيحه . ومن هنا يظهر بطلان حديث " اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر " ، وقول من قال : إن الشيخين لامتثالهما أمر النبي عليه وآله السلام أمر باتباعهما .
ولما عاد النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه راجعين بعد صلح الحديبية إلى المدينة ، نزلت عليه بكراع الغميم - وهو مكان بين مكة والمدينة - سورة الفتح .
وقد روى البخاري [1] أن النبي صلى الله عليه وآله نادى عمر وقال له : " لقد أنزلت علي سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس " . ثم قرأ : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) [2] ، فقال رجل من أصحابه : ما هذا بفتح ، لقد صددنا عن البيت ، وصد هدينا ، ورد رجلان من المؤمنين كانا خرجا إلينا ! فقال النبي [ صلى الله عليه وآله ] " بئس الكلام هذا ، بل هو أعظم فتح ، قد رضي المشركون أن يدفعوكم بالبراح عن بلادهم ، ويسألوكم القضية ، ويرغبوا إليكم في الأمان ، وقد رأوا منكم ما كرهوا ، وأظفركم الله عليهم ، وردكم سالمين مأجورين ، فهو أعظم الفتوح . أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم ؟ ! أنسيتم يوم الأحزاب ( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله .



[1] صحيح البخاري : كتاب الجهاد - باب غزوة الحديبية - ج 3 .
[2] - الفتح 1 .

108

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست