responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 106


ولقد روى الواقدي : " . . . ولقي عمر من القضية [ يعني قضية الصلح ] أمرا كبيرا ، وجعل يرد على رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم الكلام ، ويقول : علام نعطي الدنية في ديننا ؟ فجعل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول : أنا رسول الله ، ولن يضيعني ! قال : فجعل [ عمر بن الخطاب ] يرد على النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم الكلام . قال [ و ] يقول أبو عبيدة بن الجراح : ألا تسمع يا ابن الخطاب رسول الله يقول ما يقول ؟ ! تعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، واتهم رأيك ! . . . وقال عمر : فما أصابني قط شئ مثل ذلك اليوم ، ما زلت أصوم وأتصدق مما صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت يومئذ .
فكان ابن عباس يقول : قال لي عمر في خلافته ، وذكر القضية - أي قضية صلح الحديبية - : " ارتبت ارتيابا لم أرتبه منذ أسلمت إلا يومئذ . ولو وجدت ذلك اليوم شيعة - أي مؤيدين له - تخرج عنهم رغبة عن القضية لخرجت " .
وقال أبو سعيد الخدري : جلست عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما ، فذكر القضية فقال : لقد دخلني يومئذ من الشك ، وراجعت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يومئذ مراجعة ما راجعته مثلها قط ، ولقد أعتقت فيما دخلني يومئذ رقابا وصمت دهرا .
وإني لأذكر ما صنعت خاليا فيكون أكبر همي ، فينبغي للعباد أن يتهموا الرأي . والله لقد دخلني يومئذ من الشك حتى قلت في نفسي : لو كان مائة رجل على مثل رأيي ما دخلنا فيه أبدا " [1] .
نعم ، لقد لقي عمر من القضية - وهي مما قضى به الله ورسوله - أمرا بل أمرا كبيرا ، والله تعالى يقول : ( إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين .
وما صاحبكم بمجنون ) [2] . ولكن دخل عمر ما دخله من الريب يومئذ ! وهذا الريب الذي يوضحه بقوله : ارتبت ارتيابا لم أرتبه منذ أسلمت ، زين لعمر الخروج على أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله يوم الصلح ، إذا وجد من يشاطره الرأي في الخروج على النبي صلى الله عليه وآله وما رضي به النبي صلى الله عليه وآله .
.



[1] كتاب المغازي للواقدي 2 : 606 - 607 - غزوة الحديبية .
[2] التكوير : 19 - 22 .

106

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست