responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 105


فانظر إلى قول القائلين : " أين رؤيا محمد ؟ ! " تجده يعج بالسخرية والاستهزاء ورغم ذلك فقد حكم بعدالة الجميع ، وأنهم لا يتطرق إليهم الجرح ، فيا للعجب ! وسواء كان القائلون هم المنافقون أو هم أصحاب محمد ، فقد تصدرهم ابن الخطاب ، وتولى هو محاسبة النبي صلى الله عليه وآله ومعارضته دون الناس ، إذ أنه لم يرد اسم أحد من الناس غيره قد استجوب النبي صلى الله عليه وآله .
ويقول الثعالبي : " والسكينة [ في قوله تعالى ( هو الذي أنزل السكينة . . . ) ] هي الطمأنينة إلى أمر رسول الله ، والثقة بوعد الله ، وزوال الأنفة التي لحقت عمر " [1] .
إذا ، فقد لحقت الأنفة عمر بعد فقدانه الطمأنينة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله والثقة بوعد الله .
لقد عارض عمر رسول الله الكريم في أمر الصلح بلا شك ، ولما تم الصلح ولم يكن عمر راضيا به عمل له أعمالا في الخفاء لعله يوفق في إبطاله ، فكانت نتيجة تلك الأعمال أن تمرد الصحابة على أمر النبي صلى الله عليه وآله لما أمرهم بأن ينحروا ويحلقوا ، فأقسم عمر قسما تفوح منه رائحة السرور والافتخار بنتيجة ما عمل ، فقال : " والله ما قام منهم أحد " !
وقد يسأل سائل : لماذا عارض عمر النبي صلى الله عليه وآله في كتابة ذلك الصلح ؟ ولماذا حرض وألب الناس على مخالفة النبي صلى الله عليه وآله ؟ ولماذا يفعل عمر كل هذا ؟ وما هو السر من وراء تلك الأعمال ؟
نعم ، إنه لهو السؤال المنتظر ، ولا بد له من إجابة تكشف عن حقيقة الأمر ، وينحل بها اللغز العمري ، ولكن الفاروق أراحنا وكفانا ركوب العناء والبحث عن إجابة لهذا السؤال . .
يقول الثعلبي : " وقال عمر : ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ ! " [2] ، أي يوم صلح الحديبية .
فالأمر إذا ، لم يكن إلهاما بنى عليه عمر اعتراضه وتأليبه الناس على أمر النبي صلى الله عليه وآله ، بل كان الأمر كما عرفت وستعرف .
.



[1] تفسير جواهر الحسان للثعالبي 4 : 180 - سورة الفتح .
[2] أنظر : تفسير الثعلبي - سورة الفتح .

105

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست