responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 104


إذا ، فقد آتت الأعمال التي عملها عمر ضد الصلح أكلها وأينعت ثمارها . . فها هو عمر يقسم : " فوالله ما قام منهم أحد " !
إذا ، فقد تمرد الصحابة على النبي صلى الله عليه وآله ، وتكافأوا ضد الصلح الذي ارتضاه ، ولعل ذلك مما أوحى به إليه إلهامه العمري .
يقول الثعالبي : " إن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم رأى في منامه ، عند خروجه إلى العمرة ، أنه يطوف بالبيت هو وأصحابه " وقال مجاهد : رأى ذلك بالحديبية ، فأخبر الناس بهذه الرؤية . . . فلما صدهم أهل مكة قال المنافقون : وأين الرؤيا ؟ ! ووقع في نفوس بعض المسلمين شئ من ذلك ، فأجابهم النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بأن قال : وهل قلت لكم : يكون ذلك في عامنا هذا ؟ ! " [1] .
وهذا هو رد النبي لعمر - كما جاء في رواية البخاري - .
وأما ابن كثير فتراه يصرح باسم عمر عند ذكره هذه الحادثة : يقول : " فلما وقع ما وقع من قضية الصلح . . . وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذلك شئ ، حتى سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك ، فقال له [ أي للنبي صلى الله عليه وآله ] فيما قال : أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ ! قال [ صلى الله عليه وآله ] : بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ؟ قال : لا . قال النبي عليه السلام : فإنك آتيه ومطوف به " [2] .
أما الطبري فقد ذكر أن السائل عن الرؤيا هم أصحاب محمد ، ولم يقل هم المنافقون ، كما ذكر الثعالبي . .
يقول الطبري : " عن مجاهد في قوله : " الرؤيا بالحق " ، قال : أري بالحديبية أنه يدخل مكة وأصحابه محلقين ، فقال أصحابه حين نحر بالحديبية : أين رؤيا محمد ؟ ! " [3] .
وقد أورد المراغي في تفسيره ما دار بين عمر والنبي صلى الله عليه وآله ، فراجع من تفسيره سورة الفتح [4] تجد ما ذكرناه .
.



[1] تفسير جواهر الحسان للثعالبي 4 : 181 - سورة الفتح .
[2] تفسير ابن كثير 4 : 201 - سورة الفتح .
[3] تفسير الطبري 26 : 107 - سورة الفتح .
[4] تفسير المراغي 26 : 112 - سورة الفتح .

104

نام کتاب : دعوة إلى سبيل المؤمنين نویسنده : طارق زين العابدين    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست