نام کتاب : حقيقة الشيعة الإثني عشرية نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 51
المبايعة ، كما يظهر من رواية عمر بن الخطاب : " وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه ( ص ) ، إلا أن الأنصار خالفونا ، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف منا علي والزبير ومن معهما " [1] . ( ولم ير الإمام علي عليه السلام للاحتجاج عليهم أثرا سوى الفتنة التي كان يفضل أن يضيع حقه على حدوثها في تلك الظروف ، بسبب الفتن الخطيرة التي أحاطت بالإسلام من كل جانب ، فخطر يهدد الإسلام من المنافقين من أهل المدينة وبمن حولهم من الأعراب الذين قويت شوكتهم بعد رحيل المصطفى صلى الله عليه وآله ، بالإضافة إلى خطر مسيلمة الكذاب وطليحة بن خويلد الأفاك وسجاح الدجالة ، والرومان والأكاسرة والقياصرة وغيرهم الذين كانوا للمسلمين بالمرصاد ، وغير ذلك من الأخطار التي كانت تهدد الإسلام ووجوده ، فكان من الطبيعي أن يضحي الإمام علي عليه السلام بحقه ، ولكن دون أن يمحو حجيته في الخلافة ، فأراد الاحتفاظ بحقه في الخلافة والاحتجاج على من اجتهد فيها بالشكل الذي لا يوقع الفتنة التي سينتهزها أعداء الإسلام ، فقعد في بيته وتخلف عن المبايعة هو ومن معه لمدة ستة شهور ) [2] وكما في رواية البخاري التالية ، والتي تثبت أيضا أنه لو كان لعلي عليه السلام القوة الكافية لانتزاع حقه بالقوة في ذلك الوقت دون حصول الفتنة لفعل ، فعن عائشة ( رض ) قالت : " . . . وعاشت ( فاطمة ) بعد النبي ( ص ) ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها . وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس ، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن يبايع تلك الأشهر ، فأرسل إلى بكر : أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر ، فقال عمر : لا والله لا تدخل عليهم وحدك ، فقال أبو بكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي ؟ والله
[1] صحيح البخاري ج 8 ص 540 كتاب المحاربين من أهل الكفر باب رجم الحبلى من الزنا . [2] بتصرف عن كتاب المراجعات للإمام شرف الدين .
51
نام کتاب : حقيقة الشيعة الإثني عشرية نویسنده : أسعد وحيد القاسم جلد : 1 صفحه : 51