responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 78


الاحتياجات الإنسانية على كل الأصعدة اللازمة لنمو الحياة الإنسانية وتطورها ورقيها ، فما من شئ ، على الإطلاق إلا وجاء به القرآن ، وبينه النبي بالقدر الذي يستوعبه كل المكلفين وتصديق ذلك قوله تعالى في سورة النحل آية 89 ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ) .
وأحكام الإسلام وتعاليمه ما شرعت لمعالجة مشكلات قومية أو إقليمية إنما هي منصبة بالأصل على معالجة مشكلات العالم كله بأرضه وسكانه ، وكانت الوحدة التاريخية والدينية والسياسة للعالم هي محور عناية واهتمام الإسلام . حيث وضع الإسلام تحت تصرف العالم نظاما حقوقيا لا مثيل له ومعجز ، ووضع تحت تصرف العالم أيضا قيادة سياسية وروحية لا مثيل لها . فالإمام القائد في زمانه هو الأفضل وهو الأعلم وهو الأقرب لله ولرسوله ، فإذا أراد العالم أن يهتدي فعليه بموالاة القيادة الإلهية والعمل بالنظام الإلهي فهما ثقلان يتكامل أحدهما مع الآخر ويتمم أحدهما الآخر وهذا هو المقصود الشرعي من حديث الثقلين .
وشاءت حكمة الله أن يكون المهدي هو آخر جيل القيادة الإلهية المسماة ، وهو الذي سيتولى توحيد العالم دينيا وسياسيا ويترجم جهد الأنبياء وخاتمهم ويحقق هدفهم بتحقيق وحدة العالم الدينية والسياسية . بحيث تكون كل أقاليم الكرة الأرضية ولايات لدولته وكل سكان المعمورة رعايا لتلك الدولة ، وكل أهل القوة والأمانة من رجال العالم ونسائه بطانة له يستعين بهم لتنفيذ النظام الإلهي ، فيكون عهده الزاهر عهد الرخاء الذي حلم به النبيون ، وعهد العدل الذي جاهد لتحقيقه النبيون ، والنموذج الرمز لوحدة الجنس البشري التي بشر بها النبيون .
ورمز انتصار الحق على الباطل على المستوى العالمي عبر الصراع الطويل بينهما وهنا يكمن سر تركيز الإسلام تركيزا خاصا على نظرية المهدي المنتظر ، وتكمن عناية النبي الفائقة بإبرازها وتوضيحها والتبشير بها ، بل ويكمن سر فخره بالمهدي المنتظر لأنه المؤهل إلهيا لعملية التغيير الكبرى ولأنه ابنه وقرة عينه وحفيده .
والخلاصة أن الإسلام بركنيه الكتاب والسنة هما المصدر والمنبع الوحيد للاعتقاد بالمهدي المنتظر ، وعلى ذلك أجمع المسلمون . .

78

نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست