نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 77
ص 41 ) وبعد أن أدلى بشهادته ساق قول ابن خلدون الآنف الذكر . فإذا كانت هذه شهادة المتشككين فيعني أن شيوع هذا الاعتقاد وانتشاره بين كافة المسلمين العامة والخاصة من الحقائق الإسلامية المسلم بصحتها على مستوى المسلمين جميعا ، وليس بإمكان عاقل أن يتجاهل عموم وشمول هذا الاعتقاد لكافة أتباع الملة الإسلامية . وقد أدرك الحكام الذين استولوا على قيادة الأمة طوال التاريخ السياسي الإسلامي ، خطورة هذه الفكرة على حكمهم ، وقدرتها الفائقة على شق طريقها إلى قلوب المسلمين ، ودور هذه الفكرة بنقد الظلم وفضح الظالمين ، فسخروا كافة موارد الدولة التي استولوا على قيادتها للتشكيك بالفكرة الأساسية تمهيدا لاقتلاعها من جذورها ! ! ومع أن الحكام قد نجحوا نجاحا ساحقا بحل عرى الإسلام كلها عروة بعد عروة ، ومع أنهم قد نجحوا بإخضاع الأمة لمشيئتهم ، إلا أنهم قد فشلوا فشلا ذريعا باقتلاع الاعتقاد بالمهدي المنتظر من قلوب الناس وعقولهم ، بل إن هذا الاعتقاد كان يترسخ ويتجذر طرديا كلما زاد ظلم الحكام وبطشهم ، ويزداد المسلمون يقينا بحتمية ظهور المهدي ! ! . وتوارثت الأجيال هذا الاعتقاد ، وتوارثت صلته الحميمة بالدين الإسلامي . مصادر ومنابع الاعتقاد بالمهدي المنتظر لقد استمد المسلمون الاعتقاد بالمهدي المنتظر واستقوه من منبع أو مصدر واحد وهو الإسلام . فالاسلام هو الذي جاء بنظرية المهدي بكل تفاصيلها وكلياتها ، وهو الذي كلف أتباعه ومعتنقيه بالاعتقاد بها ، والالتزام التام بهذا الاعتقاد كغيره من المعتقدات النابعة من صميم الإسلام . ويعنى الإسلام على الصعيد القانوني أو الحقوقي ( الآمر والناهي والمحلل والمحرم ) كل ما جاء به القرآن الكريم ، وبيان النبي لهذا القرآن سواء أكان البيان بالقول أو بالفعل أو بالتقدير ، ويسمى هذا البيان بالسنة المطهرة . وكل واحد من هذين المصدرين مكمل للآخر ، ولا غنى لأحدهما عن الآخر ، لأن أولى مهمات النبي أن يبين للناس ما نزل إليهم من ربهم بيانا قائما على الجزم واليقين . ولأن الإسلام آخر الأديان السماوية ، ولأن محمدا خاتم النبيين فقد أجاب الإسلام على كافة التساؤلات البشرية في ما مضى ، وفي ما يأتي ، وغطى كافة .
77
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 77