responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 312


الأرض وما عليها مسا أليما موجعا ولم ينج من هذا الظلم أحد ، وخص هذا الظلم آل محمد وأولياءهم خاصة بألوان معينة من المعاناة والألم ، وطريقة تعامل دولة المهدي مع الظالمين ، لها طابع خاص مختمر من التجربة التاريخية على اعتبار أن الظالم لا دين له ولا أخلاق ، ولا يعرف الإحسان أو المعروف ، فقد قال النبي لأعدائه الذين ظهر عليهم يوم فتح مكة : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) وبدلا من أن يذخروا إحسان النبي ومعروفه بالعفو الشامل عن جرائمهم تنكروا له وتآمروا عليه ، وبعد موته قتلوا أبناءه وذريته ، المهدي استفاد من عبرة التاريخ فعندما يخرج الإمام المهدي لن يخرج معه من العرب أحد ( الحديث 1119 ) ، ومع هذا فهو لا يجبرهم على الخروج ، ولم يؤيده من قريش أحد ، ومع هذا هو لا يتعرض إليهم ولا يجبرهم على تأييده ، بل ولا يسألهم أن يخرجوا معه أو يؤيدوه ، ولكن عندما يعلم بأن قريش قتلت وإليه وعامله يقتل منهم 1500 أو ثلاثة آلاف رجل صبرا دون أن يرمش له جفن ، ولا يترك من قريش إلا أكلة كبش ! ! قد يبدو أن هذه العقوبة قاسية ، لكنها عادلة إذا ما عرفت حجم جرائم بطون قريش ، فقد قاومت النبي وحاربته طوال مدة 21 عاما ، ولما أحيط بها اضطرت مكرهة لإعلان إسلامها ، فعفى الرسول عنها وقبل موت الرسول وبعد موته مباشرة استولت بالقوة على ملك الرسول وقادت المسلمين إلى الانحراف ، وحلت عرى الإسلام ومهدت للظلمة والجبابرة وخرجتهم من مدرستها ، وجعلت من عباد الله عبيدا للظالمين بنفس الوقت الذي كانت تلبس فيه الجبة الإسلامية ، إنهم مجرمو حرب لم يعرف التاريخ البشري جرائما بحجم وبشاعة جرائمهم فعقوبة الإمام المهدي مع قسوتها عادلة .
والخلاصة ، إن إصرار الإمام المهدي على التخلص من الظلمة والجبابرة وأعوانهم بعكس طبيعة دولة آل محمد الملتزمة التزاما مطلقا بتحقيق أهدافها وغاياتها والتي لا تحيد عن تحقيق هذه الأهداف ، لأنها دولة هدف وغاية ، ولا يكفي منها أن تبذل الجهد والعناية ، إنما يتوجب عليها وجوبا لا عذر معه تحقيق هذه الغايات . لأن الله تعالى وعد الإمام المهدي بالدعم الكامل والمطلق لتحقيق الغايات وإنجاز المهمات التي كلفه الله بتحقيقها وإنجازها ، وإذا أراد الله أمرا فلا .

312

نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست