responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 302


بتحركاتها ، وبحجم التغير والضرر الذي ألحقته تلك الحركات . بحالة الانسجام العام الذي كان سائدا قبلها . كانت تحركات البطون علنية ، وغير خافية على أحد لأنها كانت مستندة إلى دعم الأكثرية التي حاربت رسول الله قبل الإسلام ثم أسلمت ، وكانت زعامة البطون تهدف إلى إلزام الرسول بإحداث تغييرات جذرية على الترتيبات التي أعلنها لقيادة الأمة طوال عصر ما بعد النبوة ! ! ولكن هذا الوضوح والمعلومات التي عرفها الجميع عن تحركات زعامة البطون كانت تستند إلى الملاحظة والسمع والمشاهدة ، وتحركات الرسول وتوجيهاته لا تستند إلى مثل هذه الأمور ، ولا تصدر بناء عليها وحدها ، لقد كان يعرف عن هذه التحركات كما كان يعرف غيره وأكثر ، ولكنه كان ينتظر القول الفصل واليقيني من الوحي الإلهي ، وينتظر التوجيهات الإلهية لمواجهة مكر البطون وما تدبره وترمي إليه ! ! ولم يطل انتظار النبي ، فقد جاءه الوحي ، وأحاطه علما بكليات وتفاصيل ما تدبره زعامة بطون قريش ، ثم أمر نبيه بأن يكشف للجميع ، ما يجري الإعداد له في الخفاء ، وأن يبين للجميع بأن نتائجه ستكون مدمرة ، حيث سيدفع الجميع الثمن غاليا لهذا المكر ، لأنه الأسباب لفتنة إذا وقعت لن تنتهي ، بل ستتمادى كلما قيل أنها انتهت . وإن هذا المكر لن يلحق ضررا بالله وبرسوله ، لأن الله غني عن العالمين ، بل سيلحق أشد الأضرار بالماكرين أنفسهم وبذرياتهم وبالناس أجمعين ، لأن النتيجة المؤكدة لهذا المكر هي حل عرى الإسلام كلها ، لأن الإسلام يتوقف على عروة الحكم ، فإذا حلت عروة الحكم يرفع الإسلام عمليا من الحياة ، وستحل بالضرورة كافة عرى الإسلام تبعا لعروة الحكم ، وينحرف الجميع تماما عن صراط الله المستقيم ويدخلون في ليل من التيه لا آخر له . وحذر رسول الله المسلمين عامة ، وبطون قريش ومن لف لفها ، وأقام الحجة على الجميع ليهلك من هلك عن بينة ، ولتتضاعف عقوبة المجرمين إذا اقترفوا جرائمهم ، لأنهم يقترفونها بالرغم من التحذير ومع سبق الإصرار والترصد والأعظم من ذلك وكما بينا في الباب الأول أن الرسول قد سمى قادة الفتن بأسمائهم ، وحذر منهم ، وبين لأصحاب الخطر تفاصيل ما سيفعلونه مستقبلا ، وحذرهم من فعله ، لقد استبق رسول الله الأحداث قبل وقوعها ، ووصف أفعال المسلمين قبل أن تقع تلك الأفعال ، لأن الله قد زوده .

302

نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست