responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 298


فما من أمة من الأمم إلا ويعلم الله تفاصيل وكليات الحركة المستقبلية لأفرادها فردا فردا ، ولجماعتها جماعة جماعة ، ويعلم الخط العام الذي ستسير عليه الأمة كلها من البداية وحتى النهاية ، ولأن الله رحيم بعباده ، فإنه يتولى بتوجيهاته الإلهية ترشيد الحركتين الخاصة بكل فرد وجماعة ، والعامة التي تخص الأمة كلها ، لكنه تعالى لا يجبر الفرد ، ولا يجبر الجماعة ، ولا يجبر الأمة على فعل شئ ، لأنه لو وقع الإجبار لما كان للثواب أو العقاب معنى ، ولاختلت قواعد الابتلاء الإلهي ونواميسه ، والله سبحانه وتعالى يريد لهذه القواعد والنوامس أن تشق طريقها بموضوعية بدون تأثيرات ، ليكون الثواب عادلا والعقاب عادلا ولتتكون المقومات الموضوعية للحكم الإلهي العادل .
لقد أكمل الله دينه ، وأتم نعمته ، ورضي الله بالإسلام دينا للعرب ولكل خلق الله ، ونجح الرسول بتحويل العرب من دين الشرك إلى دين الإسلام ، وبإقامة دولة إيمانية وحدتهم ولأول مرة في التاريخ بكلفة بشرية لا تكاد أن تذكر ، وبلغهم الرسول كتاب الله كما أوحي إليه ، وبينه لهم كما أمره ، ولم يترك الرسول أمرا من أمور الدنيا والآخرة فيه خير إلا ورغبهم فيه ، ولا أمرا فيه شر إلا وحذرهم منه ، واتسعت رحمة الرسول ورأفته بالجميع ، ولأن الرسول بشر فسيموت حتما ، وحتى لا تفسد الأمور بعد موته ، وحتى لا ينهار ما بناه ، وضع الله سبحانه وتعالى ترتيبات إلهية لعصر ما بعد النبوة ، فاختار الله اثني عشر إماما ليحكموا الأمة من بعد النبي وحتى قيام الساعة ، فأهلهم وأعدهم إعدادا إلهيا للقيادة والمرجعية بحيث يكون كل واحد منهم هو الوارث الوحيد لعلمي النبوة والكتاب في زمانه ، وهو المرجع الأوحد ليقول الناس في زمانه بحق ، أنه الأعلم والأفضل والأنقى والأقرب لله ولرسوله ، وأمر الله رسوله أن يعلن للأمة أسماء القادة أو الأئمة أو الخلفاء أو النقباء والأمراء الذين اختارهم الله ، ولأن الرسول مأمور ، ويتبع ما يوحى إليه ، فقد سمى للأمة قادتها من بعد وفاته ، وتسعة منهم لم يولدوا بعد ، وأمر الله رسوله بأن يعلن للناس بأن طاعة كل واحد من الاثني عشر هي طاعة لله ، ولرسوله ، وموالاتهم هي موالاة لله ولرسوله ، ومعاداتهم هي معاداة لله ولرسوله ، والخروج على أي واحد منهم هو خروج على الله ورسوله ، وأكد الرسول كل ذلك وبكل .

298

نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست