responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 225


رغبة أو رهبة ، وقد يتمادى الظالم فيسمي ظلمه عدلا ، وقسوته رحمة ، ويقلب كل الحقائق رأسا على عقب ، أو يحرفها فيمسخها ، حتى إذا ما دنت منية الظالم عهد بحكمه وبخلافته لابنه أو أخيه أو قريبه ، أو صديقه ، وتستمر دورة التغلب والعهد حتى يظهر من عالم الغيب متغلب جديد ، فتبدأ عهود ظلم جديدة ، ودورة جديدة من دورات العهد والتعاقب على الحكم . هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتولى فيها الظالمون الحكم ضاربين عرض الحائط بالشرعية الإلهية .
ويبدو أن هذه الطريقة ستنتشر على مستوى الكرة الأرضية لها ، بحيث يستولي الظالمون في كل إقليم من أقاليم الأرض ، وفي كل مجتمع من المجتمعات البشرية على السلطة بالقوة والتغلب وكثرة الأتباع ، ويفرضون على مجتمعاتهم فقه هواهم ، حيث سيصبح العالم كله تحت حكم الظالمين ، وبحيث يسوس فقههم الفاسد كافة المجتمعات البشرية . ونتيجة لحكم الظالمين ولسيادة فقههم تمتلئ الأرض بالظلم والجور والعدوان ، وتكتوي البشرية بهذا الجحيم الشامل ، هنا فقط يظهر الإمام المهدي المنتظر ، ليملأ الأرض قسطا وعدلا بالحكم الإلهي ، بعد أن ملأها الظالمون بالظلم والجور الناتج عن حكمهم وفقههم ، فامتلاء الأرض بالظلم والجور والعدوان ، وشمول حكم الظالمين للعالم كله ، وسيادة فقههم علامة بارزة من علامات ظهور المهدي المنتظر ، لأنه المؤهل الوحيد لقطع دابر الفتن ، وقصم ظهور الظالمين ، ورفع فقههم من الأرض ، وهو المؤهل الوحيد ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا . وهذا ما عناه الرسول بسيل الأحاديث التي عالجت هذه الناحية . وهذا أيضا ما عناه الإمام الباقر بقوله : ( لا يخرج المهدي حتى ترقى الظلمة ) . ( راجع الحديث رقم 801 ج 3 من المعجم ، وراجع الأحاديث النبوية أرقام 51 و 62 و 565 من أحاديث المعجم ) .
3 - الحرب والطاعون : لا يكتفي الظالم بإذلال رعيته ، وإرغامها على أن تفض مشكلاتها وفق قواعد فقه الهوى الذي اخترعه ، ولا يكتفي بأن يملأ الإقليم الذي يحكمه بالظلم والجور والعدوان ، بل يطمع بأن يوسع رقعة ملكه على حساب ممالك الظالمين المحيطة به ، وتعميم فقهه ، هذه طبيعة ثابتة بظلمة الأرض ، ونتيجة لهذه المطامع تنشأ وتنشب الحروب بين الظالمين وكلها حروب عدوانية لا .

225

نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست