responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 100


وحده يكفي ، ولا حاجة لبيان النبي ، لأن بإمكان أي إنسان أن يفهم القرآن حسب رأي البطون ! ! ورواية أحاديث النبي وكتابة هذه الأحاديث تسبب الخلاف والاختلاف بين المسلمين ، وقيادة البطون ترى أن منع الاختلاف والخلاف يتحقق عندما تمنع رواية وكتابة أحاديث الرسول ! ! !
وبدأت قيادة البطون بتطبيق مراسيمها بصراحة تامة ، فكانت تحرق كل ما وصل إليها من أحاديث الرسول ، وكانت تتصيد كل ما هو مكتوب من أحاديث الرسول فتتلفه ، وحرمت مرارا وتكرارا تلك الأحاديث ، مثلما حرمت روايتها تحريما كاملا ، إلا ما كان يخدم توجهاتها وسياستها ، وبهذه الظروف خبأ أهل بيت النبوة كنوز العلم الثمينة والنادرة والتي تلقوها من رسول الله مباشرة ، خوفا عليها ، وتناقلوها كابرا عن كابر ، وأفاضوا منها سرا على أوليائهم ، وكانت دولة الخلافة تراقبهم مراقبة دقيقة ، وتتمنى لو تجد تلك الكنوز النادرة لتحرقها تحريقا ، وتتلفها إلى الأبد . ونجح أئمة أهل بيت النبوة بإخفاء تلك الكنوز العلمية ، ورغم المنع المفروض على رواية الحديث إلا أنهم نجحوا بتسريب الكثير الكثير من معارفهم إلى المسلمين عامة ، وإلى أوليائهم خاصة ، بالرغم من رقابة الدولة الصارمة ، وأدعية الإمام زين العابدين المعروفة من الأمثلة الحية فالأدعية أحاسيس عميقة صادقة استوحاها الإمام من علمي النبوة والكتاب ، ومن خلالها بث شكواه ولوعته وحزنه العظيم ، ثم كتبها بخط يده لينقلها إلى الأجيال اللاحقة ، ومع أنها أدعية إلا أنه كان خائفا عليها كما خافت أم موسى على ولدها ، فكان ينقلها من مكان إلى مكان ، ومن حرز إلى حرز لأن دولة الخلافة الأموية لو عثرت عليها لمزقتها تمزيقا ولحرقتها تحريقا . لأن دولة الخلافة أرادت أن تمحو من ذاكرة المسلمين نهائيا وإلى الأبد كل الأحكام الشرعية المتعلقة بمنصب القيادة من بعد النبي والمتعلقة بمكانة أهل بيت النبوة ، حتى لا يبقى في الشريعة أثر يدين استيلائها على القيادة بالقوة والتغلب وكثرة الأتباع .
وخلال مدة المائة سنة التي حرمت فيها دولة الخلافة كتابة ورواية أحاديث الرسول ، عاش الإسلام والفئة المتنورة من المسلمين محنة كبرى ، ووطأة عظمي ، وكان أهل البيت الكرام أكثر الناس إحساسا بالمحنة والوطأة وما زاد الطين بلة أن .

100

نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست