فالذين لا يقبلون النصّ على الخلافة اليوم هم أنصار " الديمقراطية " ، ويفتخرون بذلك ، مدّعين أنّ الإسلام هو أول من ارتأى هذا النظام ، وهم أنصار الاجتهاد والتجديد ، وهم اليوم أقرب ما يكونون من النظم الغربية ، ولذلك نسمع اليوم من الحكومات الغربية تمجيداً لهؤلاء ، وتسميتهم بالمسلمين المتطورين والمتسامحين . أما الشيعة أنصار " الثيوقراطية " أو حكومة الله يرفضون الاجتهاد مقابل النص ، ويفرّقون بين حكم الله والشورى ، فالشورى عندهم لا علاقة لها بالنصوص ، وإنما الاجتهاد والشورى في ما لا نصّ فيه . أفلا ترى أن الله سبحانه هو الذي اختار رسوله محمّداً ، ومع ذلك قال له : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) [1] . أما فيما يتعلق باختيار القادة الذين يقودون البشرية قال : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) [2] . فالشيعة عندما يقولون بخلافة الإمام علي بعد رسول الله إنّما يتمسّكون بالنص ، وهم عندما يطعنون في بعض الصحابة إنّما يطعنون في الذين أبدلوا النصّ بالاجتهاد ، فضيّعوا بذلك حكم الله ورسوله ، وفتحوا في الإسلام رتقاً لم يلتئم حتّى اليوم . ومن أجل هذا أيضاً نجد الحكومات الغربية ومفكريهم ينبذون الشيعة ، ويَسِمُونهم بالتعصب الديني ، ويُسمّونهم رجعيين ; لأنّهم يريدون الرجوع إلى القرآن الذي يقطع يد السارق ، ويرجم الزاني ، ويأمر بالجهاد في سبيل الله ، وكل ذلك عندهم عنجهية بربرية .