وتدعو الله عليه في كلّ صلاة [1] ، ثمّ لا تأذن له - حسب ما ورد في وصيتها - حتّى بحضور جنازتها . ولو علم أبو بكر نفسه أنّه لم يكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا قد أغلقوه على الحرب ، وأنّه لم يكن أحرق الفجاءة السلمي ، وأنّه يوم السقيفة كان قذف الأمر في عنق أحد الرجلين عمر أو أبي عبيدة [2] . فالذي هو على هذه الدرجة من الإيمان ، ويرجح إيمانه على إيمان كلّ الأمة ، لا يندم في آخر لحظات حياته على ما فعله مع فاطمة سلام الله عليها ، وعلى حرقة الفجاءة السلمي ، وعلى تولّيه الخلافة ، كما لا يتمنّى أن لا يكون من البشر ويكون شعرة أو بعرة ، أفيعادل إيمان مثل هذا الشخص إيمان الأمة بل يرجح عليها ؟ ! وإذا أخذنا حديث : " لو كنت متخذاً خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا " فهو كسابقه ، فأين كان أبو بكر يوم المؤاخاة الصغرى في مكة قبل الهجرة ، ويوم المؤاخاة الكبرى في المدينة بعد الهجرة ، وفي كلتيهما اتخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً أخاً له وقال له : " أنت أخي في الدنيا والآخرة " [3] ولم يلتفت إلى أبي بكر فحرمه من مؤاخاة الآخرة كما حرمه من الخلّة ؟ ! وأنا لا أريد الإطالة في هذا الموضوع وأكتفي بهذين المثلين اللذين
[1] الإمامة والسياسة 1 : 31 . [2] الإمامة والسياسة 1 : 36 ، تاريخ الطبري 2 : 619 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 137 ، تاريخ دمشق 3 : 418 ، المعجم الكبير للطبراني 1 : 62 ، شرح النهج لابن أبي الحديد 2 : 46 ، كنز العمال 5 : 631 ح 14113 . [3] سنن الترمذي 6 : 84 ح 3730 مناقب عليّ بن أبي طالب ، المستدرك للحاكم 3 : 14 ، عمدة القارئ 2 : 147 ، تاريخ دمشق 42 : 51 - 52 ، أُسد الغابة 4 : 16 ، 29 ، الاستيعاب 3 : 1099 ، الدرر : 90 ، رد اعتبار الجامع الصغير : 16 ، الاكمال في أسماء الرجال : 176 ، تهذيب الكمال 20 : 484 ، ميزان الاعتدال 1 : 421 ، البداية والنهاية 7 : 371 .