أن يقول يوم إعطاء الراية في خيبر : " لأعطينّ رايتي غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله كرّاراً ليس فرّاراً امتحن الله قلبه بالإيمان " فأعطاها إلى علي ولم يعطها إليه [1] . ولو علم الله أنّ أبا بكر على هذه الدرجة من الإيمان ، وأنّ إيمانه يفوق إيمان أمة محمّد بأسرها ، فلم يكن الله سبحانه ليهدّده بإحباط عمله عندما رفع صوته فوق صوت النبي [2] . ولو علم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والصحابة الذين اتّبعوه أنّ أبا بكر على هذه الدرجة من الإيمان ما جاز لهم أن يتخلّفوا عن بيعته . ولو علمت فاطمة الزهراء سيدة النساء أنّ أبا بكر على هذه الدرجة من الإيمان ما كانت لتغضب عليه وتمتنع عن الكلام معه وعن رد السلام عليه ،
[1] انظر بألفاظه المختلفة : صحيح البخاري 4 : 12 ، باب ما قيل في لواء النبي ، صحيح مسلم 5 : 195 ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، مسند أحمد 1 : 99 ، 185 ، 4 : 52 ، 5 : 358 ، سنن ابن ماجة 1 : 44 ، سنن الترمذي 5 : 302 ، السنن الكبرى للبيهقي 6 : 362 ، مجمع الزوائد 6 : 150 ، المصنف لابن أبي شيبة 8 : 520 ، كتاب السنّة : 594 ، السنن الكبرى للنسائي 5 : 46 ، مسند أبي يعلى 1 : 291 ، الذرية الطاهرة : 114 ، صحيح ابن حبّان 15 : 377 ، المعجم الأوسط للطبراني 6 : 59 ، المعجم الكبير 6 : 152 ، مسند الشاميين 3 : 348 ، المستدرك للحاكم 3 : 38 ، 109 ، 437 ، الاستيعاب 3 : 1099 ، التمهيد 2 : 218 الدرر : 198 ، درر السمط في خبر السبط : 87 ، الطبقات الكبرى 2 : 111 ، الثقات لابن حبّان 2 : 12 ، تاريخ بغداد 8 : 5 ، أسد الغابة 4 : 26 ، تهذيب الكمال 12 : 226 ، الإصابة لابن حجر 4 : 468 ، أنساب الأشراف : 93 ، تاريخ الإسلام 2 : 408 ، البداية والنهاية 4 : 211 . [2] صحيح البخاري 6 : 46 ، كتاب التفسير ، باب سورة الحجرات .