والجلالة سيدة النساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) . وأبدلت الإمام مالك بأستاذ الأئمة ومعلّم الأمة الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) . وتمسّكت بالأئمة التسعة المعصومين من ذرية الحسين ، أئمة المسلمين وأولياء الله الصالحين . وأبدلت الصحابة المنقلبين على أعقابهم أمثال معاوية ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وأبي هريرة ، وطلحة والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو غادية الجهني ، وغيرهم ، بالصحابة الشاكرين الذين لم ينقضوا عهد النبي ، أمثال عمار بن ياسر ، وسلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، وأبي بن كعب ، وغيرهم والحمد لله على هذا الاستبصار . وأبدلت علماء قومي ، الذين جمدوا عقولنا واتّبع كثيرٌ منهم السلاطين والحكام في كُلّ زمان بعلماء الشيعة الأبرار الذين ما أغلقوا يوماً باب الاجتهاد ، ولا وهنوا ولا استكانوا للأمراء والسلاطين الظالمين . نعم ، أبدلت أفكاراً متحجّرة متعصّبة تؤمن بالتناقضات بأفكار نيّرة متحرّرة ومتفتّحة تؤمن بالدليل والحجّة والبرهان . وكما يقال في عصرنا الحاضر : غسلت دماغي من أوساخ رانت عليها - طوال ثلاثين عاماً - أضاليل بني أميّة ، وطهّرته بعقيدة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً لما تبقى من حياتي . اللّهم أحينا على ملّتهم ، وأمتنا على سنّتهم ، واحشرنا معهم ، فقد قال نبيّك ( صلى الله عليه وآله ) " يُحشر المرء مع من أحب " [1] . وبذلك أكون قد رجعت إلى أصلي ، فقد كان أبي وأعمامي يحدثوننا حسب الشجرة التي يعرفونها أنّهم من السّادة الذين هربوا من العراق تحت