ولم يرد العالم بشئ ، ولكن بعض الجالسين قالوا : لقد بعث - والله - هذا الحديث الشك فينا . عند ذلك تكلم العالم ليقول لي : أهذا ما تريده ، لقد شككت هؤلاء في دينهم ؟ وكفاني أحدهم الرد عليه إذ قال : كلا ، إنّ الحقّ معه ، نحن لم نقرأ في حياتنا كتاباً كاملا ، واتبعناكم واقتدينا بكم في ثقة عمياء بدون نقاش ، وقد تبيّن لنا الآن أن ما يقوله الحاج صحيح ، فمن واجبنا أن نقرأ ونبحث ! ! ووافقه على رأيه بعض الحاضرين ، وكان ذلك انتصاراً للحق والحقيقة ، ولم يكن انتصاراً بالقوة والقهر ، ولكنّه انتصار العقل والحجّة والبرهان ( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) [1] . ذلك ما دفعني وشجّعني على الدخول في البحث وفتح الباب على مصراعيه ، فدخلته باسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، راجياً منه سبحانه وتعالى التوفيق والهداية ، فهو الذي وعد بهداية كلّ باحث عن الحقّ وهو لا يخلف وعده . وتواصل البحث - بكلّ دقة - ثلاث سنوات ، وذلك لأنّي أُعيد ما أقرأ وأكرّر - في بعض الأحيان - قراءة الكتاب من الصفحة الأولى إلى آخر صفحة . قرأت كتاب " المراجعات " للإمام شرف الدين وراجعته عدة مرات ، وقد فتح أمامي آفاقاً سبّبت هدايتي ، وشرحت صدري لحب أهل البيت ومودّتهم . وقرأت كتاب " الغدير " للشيخ الأميني ، وأعدته ثلاث مرّات لما فيه من حقائق دامغة واضحة جلية ، وقرأت كتاب " فدك في التاريخ " للسيد محمّد باقر الصدر ، وكتاب " السقيفة " للشيخ محمّد رضا المظفر ، وفهمت منهما أسراراً