responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 610


أمّا الحديث الذي يقول : " لو وزن إيمان أبي بكر مع إيمان جميع الخلق لرجح إيمان أبي بكر " فهو باطل وغير معقول ، ولا يمكن أن يكون رجل قضى أربعين سنة من عمره يشرك بالله ويعبد الأصنام أرجح إيماناً من أمة محمّد بأسرها ، وفيها أولياء الله الصالحين والشهداء ، والأئمة الذين قضوا أعمارهم كلّها جهاداً في سبيل الله .
ثُمّ أين أبو بكر من هذا الحديث ؟ لو كان صحيحاً لما كان في آخر حياته يتمنّى أن لا يكون بشراً [1] .
ولو كان إيمانه يفوق إيمان الأمة ما كانت سيدة النساء فاطمة بنت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) تغضب عليه وتدعو الله عليه في كلّ صلاة تصلّيها ؟ !



[1] يؤثر عن أبي بكر أمنيات كثيرة نذكر منها ما قدرنا عليه . أ - في مصنف ابن أبي شيبة 8 : 144 بسنده عن الضحاك قال : " رأى أبو بكر طيراً واقعاً على شجرة فقال : طوبى لك يا طير ، والله لوددت أني كنت مثلك ، تقع على الشجرة ، وتأكل من الثمرة ، ثُمّ تطير وليس عليك حساب ولا عذاب ، والله لوددت إنّي كنت شجرة إلى جانب الطريق مرّ عليّ جمل فأدخلني في فاه فلاكني ثُمّ أخرجني بعراً ولم أكن بشراً " . ب - في كنز العمال 12 : 529 عن الضحاك قال : " قال أبو بكر الصديق ونظر إلى عصفور : طوبى لك يا عصفور ، تأكل من الثمار ، وتطير في الأشجار ، لا حساب عليك ولا عذاب والله لوددت أني كبش يسمني أهلي ، فإذا كنت أعظم ما كنت وأسمنه يذبحوني فيجعلوني بعضي شواء وبعضي قديداً ، ثُمّ أكلوني ثُمّ ألقوني عذرة في الحش ، وإني لم أكن خلقت بشراً " . ج - وفي كنز العمال 12 : 28 عن أبي بكر قال : " وددت أنّي شعرة في جنب عبد مؤمن " . د - وفي الطبقات الكبرى 3 : 198 بسنده عن قتادة قال : " بلغني أنّ أبا بكر قال : وددت أني خضرة تأكلني الدواب " . إلى غير ذلك من أماني أبي بكر التي لا تعد ولا تحصى . والانسان - مهما كان - إذا كان عارفاً بالقدر الإنساني ، وبعظمة الكيان الرباني المتجسد في الهيكل الناسوتي لا يمكنه تمني أن يكون عذرة أو كبشاً أو طيراً ، لكن أبا بكر تمنى فهنيئاً له !

610

نام کتاب : ثم اهتديت ( محققة ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 610
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست