وكثيراً ما كانوا يعلّموننا الاستدلال بالآية الكريمة : ( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَد مِّن رُّسُلِهِ ) [1] على وجوب النظر إلى بقية الصحابة بالمنظار نفسه دون خدش أيّ واحد منهم . وعلى هذا خشيت على نفسي واستغفرت ربّي مرّات عديدة ، أردت فيها الانقطاع عن البحث في مثل هذه الأمور التي تشككني في صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وبالتالي تشككني في ديني ، ولكني وجدت من خلال الحديث مع بعض العلماء طيلة تلك المدة تناقضات لا يقبلها العقل ، وبدأوا يحذّرونني أنّني إن واصلت البحث في أحوال الصحابة فسوف يسلب الله نعمته عليّ ويهلكني ، ومن كثرة معاندتهم وتكذيبهم كلّ ما أقول دفعني فضولي العلمي وحرصي على بلوغ الحقيقة إلى أن أقحم نفسي من جديد في البحث ، ووجدت قوة داخلية تدفعني دفعاً .